تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (12)
15 يونيو، 2023
668
المقرئ علي بن أحمد الشرفي (ت1319هـ)
من قراء مدينة صنعاء
اسمه، ونسبه، وكنيته، ولقبه:
المقرئ العلامة عليّ بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد، المعروف بالشَّرَفي، الحسني، الروضي، الصنعاني.
ومحمد بن عبد الرحمن الشَّرَفي الزبيدي 1305هـ هو الجامع لنسب السادة بيت الشَّرَفي الذين بصنعاء، وفي هجرة القويعة من بلاد الشرف الأسفل، وفي مدينة زبيد، وفي غيرها من البلدان.
❄❄❄❄❄❄❄
ولادته، ونشأته، وحياته العلمية:
ولد المقرئ العلامة عليّ بن أحمد الشَّرَفي بصنعاء سنة 1244هـ. وحفظ القرآن وجَوَّدَه على السيد المقرئ الضرير الحسين بن يحيى بن عبد الله زبارة الحسني الصنعاني.
وتنقل في مراحل القراءة والقراءات حتى أَتَمَّ القراءات السبع ثمَّ العشر، وأُجِيز بها من كبار القراء في عصره، وتلقى مع القراءات كثيرًا من العلوم الشرعية على أيدي كبار العلماء والفقهاء في صنعاء، منها علم التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والفروع، والنحو، والصرف، والمنطق. حتى صار إمامًا كبيرًا يُشارُ إليه بالبنان، ويقصده طلبة العلم من كل مكان. وأقام في الروضة دهرًا، يُقرِئُ ويُدَرِّسُ، ويُفتي، وكان إمامًا لصلاة الجمعة بجامع الروضة.
فلمَّا وقع غزو الروضة، وكَثُرَ فيها الهتك والنَّهب انتقل منها إلى صنعاء في سنة 1316هـ، وبقي فيها يُقْرِئُ القرآن والقراءات وبعض كتب الحديث حتى توفي.
❄❄❄❄❄❄❄
سنده في القراءات:
قرأ المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي القراءات العشر على شيخ الشيوخ المقرئ الضرير الشهير بالملك يحيى بن هادي الشَّرْقِي الآنسي الصنعاني، وهو على المقرئ یاقوت بن عبد الله الحبشي، وهو على المقرئ هادي بن الحسين القارني، وهو على المقرئ علي بن عثمان العجمي، وهو على المقرئ عبد الله بن محمد بن يوسف، وهو على المقرئ محمد المسمى أفندي، وهو على المقرئ أحمد المسيري المصري، وهو على المقرئ ناصر الدين بن عبد الله الطبلاوي، وهو على المقرئ القاضي زکریا بن محمد الأنصاري، وهو على المقرئ صفي الدين أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن يوسف الشهاب، وهو على شيخ القراء وحجة الإقراء الإمام محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، وهو بأسانيده المعروفة للقراء العشرة. رحمهم الله جميعًا.
❄❄❄❄❄❄❄
شيوخه، وتلاميذه:
أ. شيوخه في القراءات:
قرأ المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي القراءات السبع، ثم القراءات العشر، على عدد من كبار القراء في صنعاء، وهم:
1. الشيخ المقرئ يحيى بن هادي الشَّرْقِي الآنسي الصنعاني.
2. الفقيه المقرئ محمد بن إسماعيل بن محمد بن علي العمري الصنعاني.
3. الفقيه المقرئ الضرير علي بن سعيد عمر الصنعاني.
4. الفقيه المقرئ محمد بن علي الآنسي.
5. الفقيه المقرئ لطف الله الثور الصنعاني.
6. الشيخ المقرئ حسين بن نصر مخارش.
ب. شيوخه في العلوم الأخرى:
أخذ العلامة المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي علومًا أخرى على عدد من الفقهاء والعلماء في صنعاء، منهم:
1. القاضي أحمد بن عبد الرحمن المجاهد. أخذ عليه صحيح الإمام البخاري.
2. القاضي أحمد بن محمد الشوكاني. أخذ عليه نيل الأوطار، وفتح القدير في التفسير.
3. السيد محمد بن محمد الظفري، أخذ عليه ضوء النهار للحسن الجلال.
4. السيد حسين بن أحمد الظفري، أخذ عليه سنن الترمذي، الكشاف للزمخشري.
5. القاضي الحسين بن عبد الرحمن الأكوع.
6. القاضي محمد بن أحمد العراسي، أخذ عليه في الفرائض.
7. القاضي محمد بن محمد العمراني، أخذ عليه جميع الموطأ للإمام مالك، والمعجم الصغير للطبراني، وأوائل الأمهات الست، وبعض كتب الآلة، وأجازه إجازة عامة في شعبان سنة 1293هـ في جميع ما حواه إتحاف الأكابر للشوكاني، والمنهل الروي للسيد سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل الزبيدي.
8. القاضي حسن بن حسن الأكوع الصنعاني، أخذ عليه في صحيح مسلم وشرحه للنووي، وصحيح البخاري، والترغيب والترهيب للمنذري، والفرائض، والدراري والسموط. وأجازه بتاريخ 10 ذي القعدة سنة 1300هـ إجازة عامة فيما اشتمل عليه إتحاف الأكابر وجميع طرق السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل.
9. السيد عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب الروضي، أخذ عليه صحيح البخاري ومجموع الإمام زيد بن علي، وشفاء الأمير الحسين، وأصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان، وشرح الغاية للحسين بن القاسم، وشرح الناظري، والخالدي، والمناهل، ومغني اللبيب، وشرح مجموع زيد بن علي للسياغي، وأحكام الإمام الهادي، والاعتصام للإمام القاسم، والشرح الكبير على الأساس، وضوء النهار، ومنحة الغفار، والبحر الزخار، وشرح الأزهار، وفي الشافي للإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، ورسالة الوضع للسمرقندي. وله من شيخه هذا إجازة عامة.
ج. تلامذته:
أخذ عنه وانتفع به جمع عظيم من قراء الزمان وعلماء الأمصار، وقصده الطلبة من الأقطار، من أبرزهم:
1. السيد الحافظ المقرئ عليّ بن أحمد السُّدُمي.
2. القاضي الحافظ محمد بن عبد الملك الآنسي، استجاز منه فأجازه في صفر سنة 1295هـ.
3. العلامة محمد بن محمد زبارة. قال في ترجمته: “وكنت ممن أسمع عليه تجويد بعض القرآن في أشهر الخريف بالروضة”.
4. العلامة المقرئ محمد بن أحمد بن زايد الصنعاني.
5. العلامة حسن بن علي بن محسن العريض.
6. العلامة عبد الله بن حسين بن حسن دلال.
7. العلامة محمد بن علي بن يوسف الأمير.
8. العلامة المقرئ أحمد بن عبد الله الجنداري.
9. نجله العلامة علي بن علي الشَّرَفي.
10. الفقيه المقرئ أحمد بن ناصر الخولاني.
❄❄❄❄❄❄❄
مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه:
وصفه تلميذه أحمد بن عبد الله الجنداري، فقال: “شيخنا السيد الإمام، والعلامة الهمام، شيخ القراءات والعلم. كان في علم القراءات فريد عصره، مشاركًا في غيرها، وله عناية بكتب السنة والحديث، يعظم السَّلف ويَصُولُ على من انتقصهم، ويميل إلى السُّنَّة، وكان كثير الصوم والعبادة، ليس له اشتغال بغير إسماع القرآن، واستفاد عليه الجم الغفير”.
ووصفه العلامة المؤرخ محمد زبارة بقوله: “وكان رحمه الله ورعًا، تقيًا، ناسكًا، زاهدًا، عفيفًا، كثير الطاعات، وملازمة صيام شهر رجب وشعبان ورمضان في كثير من الأعوام”. وقال عنه أيضًا: “وكان شيخ مشايخ القراء بعصره”.
ووصفه في نزهة النظر بقوله: “السيد، العلامة، المقرئ، الزاهد، الورع، التقي”.
وقال فيه الوجيه في أعلامه: “وكان عالـمًا، عاملًا، زاهدًا، يلازم صوم رجب وشعبان، ويبذل نفسه لسماع القرآن في كل وقت”. ونظم العلامة المقرئ محمد بن أحمد زايد الصنعاني سنده في القراءات العشر في قصيدة – وكان قد قرأ القراءات العشر على المقرئ علي بن أحمد السدمي، وهو عن المقرئ علي بن أحمد الشَّرَفِي – فقال أثناء ذكر المقرئ علي بن أحمد الشَّرَفِي:
❄❄❄❄❄❄❄
مؤلفاته وآثاره العلمية:
ألَّفَ العلامة المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي عدة مؤلفات في القراءات، أشار إليها المؤرخ العلامة محمد زبارة عند ترجمته له، بقوله: “وله مؤلفات في القراءات مفيدة”. ومما وقفت عليه من مؤلفاته كتابان، وهما:
1. الفوائد اللطيفة في تركيب بعض الآي على القواعد المنيفة، والتنبيه اللطيف في وقف حمزة وهشام على وجه التخفيف.
اقتصر المؤلف في كتابه هذا على بيان الأوجه المشكلة في تحرير بعض الآيات، وما يحتمل أن يقع فيـه الخلط والتركيب، والمؤلف قد ركز جهده في هذا الباب ووقف نفسه على مسألة الأخذ من أفواه الشيوخ في تحرير كثير من الآيات، ولذا كان له مذهبه الخاص في التحرير لبعض الآيات فخالف المعتاد أو المشهور في الأوجه المأخوذ بها في ذلك، ولا شك أن مثل تلك المذاهب المنقولة في ثنايا هذا الكتاب تعطيه زخما بين الكتب المؤلفة في هذا الباب وإن خالف المشهور؛ لكونه حفظ لنا مذهبًا ومنهجًا من مناهج المحررين في زمن معين، بغض النظر عن التسليم بما فيه من عدمه.
ومن المسائل الدقيقة التي تناولها المؤلف في كتابه وعلق عليها، وأسهب بالقول فيها مسائل تتعلق بباب وقف حمزة وهشام على الهمز، وهو من أصعب الأبواب في القراءات مسلكًا، ومن طالع هذا الكتاب سيقف على قدر كبير من الكلمات المتعلقة بباب وقف حمزة وهشام قد أتى عليها المؤلف في كتابه، وبين ما لحمزة وهشام فيها من الأوجه الجائزة، وربما نبه على الأوجه الضعيفة.
وقد ذيَّل المؤلف كتابه بخاتمة نفيسة لا يستغني عنها طالب هذا الفن، وقد ضمن هذه الخاتمة مباحث شديدة التعلق بعلم القراءات، فأجاد فيها، وحرر مسائلها، وأطال النفس في بعضها، ولا شك أن من نظر في الكتاب سیجد علمًا جمًا ومسائل كثيرة، وجمعًا لمفترق وبيانًا لمشكل، وتوضيحا لمبهم وإزالة للبس، وغيرها مما يقصد إليه المؤلفون في كتبهم.
وهذا الكتاب منه نسخة خطية في مكتبة جامعة الملك سعود برقم (7750/2)، في (40) ورقة، سنة 1339هـ. ونسخة أخرى في نفس المكتبة برقم (7750/9)، في (37) ورقة.
وقد قام بدراسته وتحقيقه الباحث ياسين يحيى محمد محمد سليمان، في رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، سنة 1437هـ..
2. التهذيب لقواعد حمزة وهشام في الوقف على التوفيق والترتيب.
منه نسخة خطية سنة 1340هـ في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض، ضمن مجموع برقم (7750/3) في (7) ورقات.
وقد أشار إلى هذه المؤلفات العلامة المقرئ محمد بن أحمد زايد الصنعاني في قصيدة نظم فيها سنده في القراءات – وكان قد قرأ القراءات السبع على المقرئ علي بن أحمد السدمي، وهو عن المقرئ علي بن أحمد الشَّرَفِي – فقال أثناء ذكر المقرئ علي بن أحمد الشَّرَفِي:
❄❄❄❄❄❄❄
وفاته ورثاؤه -رحمه الله-:
توفي المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي بصنعاء ليلة الخميس عاشر شعبان سنة 1319هـ. عن أربع وسبعين سنة. وقبره بمقبرة خزيمة بصنعاء. رحمه الله رحمة واسعة.
ذكره القاضي علي بن عبد الله الإرياني في إحدى القصائد، فقال:
وممن رثاه من تلامذته القاضي الحسن بن علي العريض الروضي ثم الأهنومي بقصدية منها:
❄❄❄❄❄❄❄
المصادر والمراجع:
1. أئمة اليمن، زبارة (ص 346-348).
2. نزهة النظر، زبارة (ص455).
3. ابن زايد المقرئ وجهوده في علم القراءات، إبراهيم زايد (ص159-163).
4. تهذيب الزبد، المحفدي (ص 312).
5. إجازة المقرئ قاسم عامر لتلميذه محمد العنسي (1/و).
6. موسوعة السمط الحاوي، الكريمي (24/370).
7. أعلام المؤلفين الزيدية، الوجيه (ص656).
8. تحفة الإخوان، الجرافي (ص109).