تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (14)
5 أكتوبر، 2023
468
المقرئ عمر بن أحمد الحَذَّاء (ت نحو731هـ)
من قراء مدينة تعز
اسمه، ونسبه، وكنيته، ولقبه:
عمر بن أحمد بن أسعد بن عمر، أبو الخطاب، وقيل: أبو حفص، المشهور بابن الحَذَّاء، الجَبَأَي، التعزي.
ابن الحذَّاء: قال الجندي: “وأظنه كان يصنع النِّعَال فلذلك سُمِّيَ الحَذَّاء”.
الجَبَأَي: نسبة إلى بلدة (جَبَأ) بفتح الجيم والباء المخففة، على وزن (سَبَأ). وهي بلدة خربة، تقع في السفح الغربي لجبل صَبِر، في مدينة تعز، لم يبق منها إلَّا آثار جامعها وحمَّامها. وقد أقيمت قرية في الطرف الشمالي لها تحمل هذا الاسم نفسه.
وقد ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب بقوله:
“وجبأ: مدينة المعافر، وهي لآل الكرَنَدْىِ من بني ثُمامَة آل حِمْيَر الأصغر”.
وقال ياقوت الحموي: “وهو جبل باليمن قرب الجند، وقيل: هو قرية باليمن، وقال ابن الحائك: جبأ مدينة أو قرية للمعافر كذا في كتابه، وهي لآل الكرَنَدْىِ من بني ثُمامَة آل حِمْيَر الأصغر، وهي في فجوةٍ من جبل صَبِر، وجبل ذَخِر، وطريقها في وادي الضَّباب”.
ووصفها الجندي بقوله: “بلد كبير خرج منها جماعة من الفقهاء وهي أكثر بلاد اليمن فقهاء ومتفقهين”.
صورة لمدينة تعز وفيها جبر صبر
❄❄❄❄❄❄❄
حياته العلمية:
عاش المقرئ أبو الخطاب عمر ابن الحَذَّاء في بلدة (جَبَأ)، في السفح الغربي لجبل (ًصَبِر) من مدينة تعز. وكان مسكنه قرية من قرى (جَبَأ) تعرف بـ (المتفولة)، وهي شرقي مدينة (جَبَأ) .
❄❄❄❄❄❄❄
مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه:
ترجم له الجندي في السلوك ووصفه بقوله: “إليه انتهت رئاسة القراءات في اليمن أجمع، وكان عظيم البركة، قَلَّمَا قرأ عليه أحد إلا انتفع… وكان صاحب كرامات كثيرة”.
وقال فيه الملك الأفضل الرسولي (ت778هـ) في عطاياه: “إليه انتهت رئاسة القراءات في اليمن أجمع، وكان كثير البركة، ما قرأ عليه أحد إلا انتفع به… وكان صاحب كرامات ظاهرة شاهرة”.
وقال عنه الخزرجي (ت 812هـ) في عقده: “وكان من أعلام الدهر، وإليه انتهت رئاسة القراءات في اليمن، وكان عظيم البركة، قَلَّما قرأ عليه أحد إلا انتفع به… وكان صاحب کرامات كبيرة”.
ووصفه العلامة المؤرخ الحسين بن عبد الرحمن الأهدل (ت855هـ) بقوله: “انتهت إليه رئاسة القراءات في اليمن أجمع، وكان عظيم البركة، وما قرأ عليه أحد إلا انتقع”.
وقال الشرجي في طبقات الخواص (ت893هـ): “كان المذكور من أعلام الدهر علمًا وعملًا، وإليه كانت الإشارة في علم القراءات في سائر اليمن كافة، وكان مبارك التدريس، ما قرأ عليه أحد إلا انتفع به”.
وقال عنه بامخرمة (ت947هـ) في قلادة النحر: “كان من أعلام الدهر، وإليه انتهت رئاسة القراءات في اليمن، وكان عظيم البركة، قلّما قرأ عليه أحد.. إلا انتفع به. وكان صاحب كرامات”.
وقال عنه الأكوع في هجر العلم: “فقيهٌ، عالمٌ، محققٌ، ولا سيما في علم القراءات، إذ انتهت إليه رئاستها في اليمن أجمع، وصار من أعلام عصره”.
❄❄❄❄❄❄❄
تلاميذه:
قصده الطلبة من الأقطار، وانتفع به جمع عظيم من علماء الأمصار، ورحل إليه طلبة العلم من أماكن وبلدان متعددة للقراءة والدراسة عليه، وممن وقفنا عليه منهم: المقرئ عبيد بن محمد، والمقرئ عبد الكريم بن علي بن إسماعيل الوجيي، والمقرئ الخضر بن محمد أبو محمد المغربي .
❄❄❄❄❄❄❄
وفاته – رحمه الله-:
انتقل المقرئ أبو الخطاب عمر ابن الحَذَّاء إلى جوار ربه قبل سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة هجرية.
قال الجندي: “وهذا المقرئ وغالب من ذكرته وأذكره مقبور بمقبرة جبا ولم أتحقق تاريخه”.
وذكره بامخرمة في العشرين الخامسة من المائة السابعة. وقال: “ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في هذه المائة”. فتكون وفاته قبل سنة سبعمائة.
❄❄❄❄❄❄❄
أهم المصادر والمراجع:
1. السلوك، الجندي (1/392-393).
2. العقد الفاخر، الخزرجي (3/1563-1564).
3. طبقات الخواص، الشرجي (ص106).
4. قلادة النحر، بامخرمة (5/503)، (6/96)، (5/503).
5. العطايا السنية، الأفضل الرسولي (ص 493).
6. تحفة الزمن، الأهدل (1/317).
7. هجر العلم، الأكوع (1/297).