تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (15)
26 نوفمبر، 2023
408
المقرئ يوسف بن محمد الجعفري الوصابي (ت745هـ)
من قراء مدينة ذمار
اسمه، ونسبه، وكنيته، ولقبه:
يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن مسعود، أبو يعقوب الجَعْفَرِيّ نسبًا، الوصابي بلدًا.
❄❄❄❄❄❄❄
ولادته، ونشأته، وحياته العلمية:
ولد المقرئ أبو يعقوب يوسف الجَعْفَرِيّ في بلدة (وُصَاب) في مدينة ذمار، ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم، وأخذ مبادئ العلوم على علماءها، ثُمَّ رحل في طلب العلم إلى مدينة زبيد، فأخذ فيها القراءات السبع على كبار القراء، ثُمَّ أخذ علم الفقه، والأصول، والفروع، وعلم الحديث، وعلم النحو، وعلوم اللغة، على يد كبار علماء وفقهاء زبيد، وبرع في تلك العلوم. ثم انتقل إلى مدينة تعز فتفقه بجماعة من علمائها.
ثُمَّ تصدَّر للتدريس، فقصده العلماء وطلاب العلم من مختلف البلاد، وقرأ عليه عدة من قراء اليمن. وإليه انتهت الرئاسة في فن القراءة في عصره. وكان فصيحًا ذا صوت حسن شجي جميل في قراءة القرآن الكريم. حتى قال بعض الغرباء: سمعت عدة من القراء في ديار الشام ومصر والعراق وعدة من الأماكن وما سمعت أحسن قراءة ولا أفصح لهجة ولا أعذب نغمة من هذا.
ورتبه الملك الناصر محمد بن الأشرف الكبير مدرسًا في مدرسة أبيه بالأشرفية بتعز، في علم الفقه، ثم نقله إلى مدرسة الحمراء – أو الحِمْيَرِيّ – مدرسًّا للقراءات السبع، بوقت الملك المؤيد، ثم في سنة 696هـ نقله إلى زبيد مدرسًا للفقه بمدرسة دار الدملوة بزبيد، وهي المعروفة بالأشرفية، ولا يزال فيها إلى سنة 723هـ، ثم انتقل منها إلى المدرسة التاجية للقراء مدرسًّا للقراءات السبع، واستمر فيها إلى وفاته. وإليه انتهت رئاسة الإقراء في عصره.
وحج في سنة من السنين فلقي العلامة مسند زمانه أحمد بن أبي طالب الحجَّار في مكة، فأخذ عنه واستجاز له ولولده محمد بن يوسف فأجازهما.
❄❄❄❄❄❄❄
مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه:
ترجم له الجندي في السلوك وأخبر عن صحبته له فقال: “وصحبته فارتضيت صحبته، ودينه، ونزاهة فضله، وفقهه… ولم يزل مجتهدًا في العلم إلى عصرنا سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة”.
وقال فيه الملك الأفضل الرسولي (ت778هـ) في عطاياه: “كان ذا دين، ونزاهة، وفضل، وفقه، ونحو، ولغة، وورع، وزهد”.
وترجم له الخزرجي (ت 812هـ) في عقده، ووصفه بقوله: “كان فقيهًا، فاضلًا، عارفًا، مقرئُا، محدثًا، نحويًا، لغويًا… وكان عارفًا بالفقه، والنحو، واللغة، والحديث، والقراءات السبع، وكان فصيحًا، حَسَنَ القراءة جدًا، حتى قال بعض الغرباء: سمعت عدةً من القراء في ديار الشام ومصر والعراق وعدة من الأماكن وما سمعت أحسن قراءةً ولا أفصح لهجةً ولا أعذب نغمةً من هذا – يعني المقرئ يوسف المذكور – وقرأ عليه عدةٌ من قُراء اليمن من تهامة، والجَند، وإليه انتهت الرئاسة في فن القراءة في عصره”.
وقال فيه المؤرخ الحسين الأهدل (ت855هـ): “كان ذا دين، ونزاهة، وزهد”.
❄❄❄❄❄❄❄
أسانيده في القراءات:
قرأ المقرئ أبو يعقوب يوسف الجَعْفَرِيّ القراءات السبع على المقرئ أحمد بن يوسف الريمي، وهو على والده المقرئ يوسف بن محمد الريمي، وهو على المقرئ علي بن عمر بن سويد بن أسعد القاسمي، وهو على المقرئ علي بن محمد المعجلي، وهو على المقرئ سعيد بن أسعد بن حمير التباعي، وهو على المقرئ محمد بن إبراهيم بن أبي مشيرح الحضرمي، وهو على المقرئ عمر بن عبد الله بن عمر القيرواني، وهو على والده المقرئ عبد الله بن عمر القيرواني، وهو على المقرئ أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري رحمة الله عليهم أجمعين، وإسناده غير خاف؛ إذ هو إمام أهل هذه الصناعة، معروف بها في الأمصار كلها.
وقرأ المقرئ أبو يعقوب يوسف الجَعْفَرِيّ القراءات السبع على مسند زمانه المقرئ أحمد بن أبي طالب الحجَّار، وهو عن المقرئ جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني، وهو عن المقرئ عبد الرحمن بن خلف الله القرشي، وهو عن المقرئ أبي القاسم بن الفحام الصقلي صاحب كتاب التجريد، وهو بأسانيده للقراء السبعة التي ذكرها في أول كتابه التجريد لبغية المريد، وهي مذكورة أيضًا في كتاب النشر في القراءات العشر للإمام محمد بن الجزري.
وقرأ المقرئ أبو يعقوب يوسف الجَعْفَرِيّ القراءات السبع على المقرئ صفي الدين أحمد بن علي الحرازي، وهو على المقرئ عبد الله بن عمر النكزاوي الإسكندري، وهو عن المقرئ شرف الدين أبي العباس أحمد بن سليمان يعرف بابن المرجاني المالكي الإسكندري، وهو عن المقرئ أبي محمد عبد الكريم بن عتيق الربعي يعرف بابن الشرابي الإسكندري، وهو عن المقرئ أبي يحيى اليسع بن عيسى بن حزم الغافقي الأندلسي الجياني، وهو عن المقرئ والده أبي الأصبغ عيسى بن حزم، وهو عن المقرئ أبي داود سليمان بن نجاح، والمقرئ أبي الحسن يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد, يعرف بابن البياز، وهما عن المقرئ الإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، وهو بأسانيده المتصلة المثبتة في تيسيره.
❄❄❄❄❄❄❄
شيوخه وتلامذته:
أ. شيوخه في القراءات:
أخذ المقرئ أبو يعقوب يوسف الجَعْفَرِيّ علم القراءات على عدد من كبار القراء في مدينة زبيد، منهم: المقرئ يوسف بن عبدالله المهلهل، والمقرئ أحمد بن يوسف الريمي، والمقرئ عبد الله بن عبد الحق الدلاصي، والمقرئ الفقيه أحمد بن علي الحرازي، والعلامة المسند أحمد بن أبي طالب الحجَّار.
ب. شيوخه في العلوم الأخرى:
أخذ علوم الحديث والفقه والأصول والفروع وعلوم اللغة على كبار الفقهاء والمحدثين والنحويين في زبيد وتعز، منهم: المحدث الفقيه أحمد بن أبي الخير الشماخي، والفقيه عمر بن علي الشعيبي، والفقيه أحمد بن أبي بكر بن عمر بن الأحنف، والفقيه أبو الحسن علي بن عثمان الأشهبي، والفقيه علي بن يعقوب الشيرازي، والفقيه عبدالحميد الحيلوتي، والفقيه عثمان بن محمد بن يحيى الشرعبي، والفقيه أبي بكر بن جبريل، والفقيه محمد بن علي المقري.
ج. تلامذته:
من أبرز من وقفنا عليه من تلامذته: المقرئ كمال الدين محمد بن عثمان بن شنينة، وولده محمد بن يوسف بن محمد الأصابي الجَعْفَرِيّ.
❄❄❄❄❄❄❄
وفاته -رحمه الله- :
انتقل المقرئ أبو يعقوب يوسف الجَعْفَرِيّ إلى جوار ربه سنة خمس وأربعين وسبعمائة هجرية. بمدينة زبيد، وقبر في مقبرة باب سهام.
❄❄❄❄❄❄❄
أهم المصادر والمراجع:
1) العطايا السنية، الأفضل الرسولي (ص 686).
2) تحفة الزمن، الأهدل (1/464)، (2/320).
3) الاعتبار، الوصابي (ص286).
4) العقد الفاخر، الخزرجي (4/2331-2332).
5) إجازة أبي بكر بن عبد الوهاب الناشري لتلميذه السمهري (3/و).
6) غاية النهاية (2/403)، (1/152)، (1/427)، (1/91)، (1/64).
7) بغية الوعاة، السيوطي (2/360).
8) المدارس الإسلامية، الأكوع (ص181).