تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (2)
15 نوفمبر، 2022
1003
المقرئ عفيف الدين عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري (ت848هـ)
من قراء مدينة إب
اسمه ونسبه وكنيته ولقبه:
المقرئ الفقيه النسَّابة عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله، عفيف الدين، الناشري، الشافعي.
قال المرتضى الزبيدي في تاج العروس:
“والناشريون: فقهاء زبيد بل اليمن كله، وهم أكبر بيت في العلم والفقه والصلاح، وبهم كان ينتفع في أكثر بلاد اليمن، ينتسبون إلى ناشر بن تيم بن سملقة بطن من عك بن عدنان، وإليه نسب حصن ناشر باليمن. وحفيده ناشر الأصغر بن عامر بن ناشر، نزل أسفل وادي مور، وابتنى بها القرية المعروفة بالناشرية، في أول المائة الخامسة”.
وقال أيصًا:
“وقد ألف فيهم أبو محمد عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري الزبيدي كتابا سماه البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر، وكذلك الإمام المفتي أبو الخطباء محمد بن عبد الله بن عمر الناشري فقد استوفى ذكرهم في كتابه: غرر الدرر في مختصر السير وأنساب البشر”.
وقال البريهي في الطبقات:
“وأما السادة العلماء من بني الناشري فقد صنف المقرئ عفيف الدين عثمان الناشري في ذكرهم وتحقيق نسبهم مصنفًا جعله مجلدًا كبيرًا وجعل لهم شجرةً جمعهم بها، وذكر من سكن زبيد ومن سكن غيرها منهم”.
وقال في موضع آخر:
“وقد جمع تاريخًا لأهله سماه البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر، أفاد فيه وأجاد وأبان عن معرفة رائعة وقريحة مطاوعة على فضل مؤلفه وجلالة محبره ومصنفه”.
ولادته ونشأته وحياته العلمية:
ولد المقرئ عفيف الدين الناشري سنة 804هـ. وتربَّى السنوات الأولى من عمره في حجر والده عمر بن أبي بكر الناشري. وقد ترجم السخاوي لوالده، وقال فيه: “وكان فاضلًا، خيرًا، صابرًا، حسن السيرة صالح السريرة كثير التلاوة والحرص على الجماعة والذكر للموت، جلس في ابتدائه لتعليم الأبناء كتاب الله فانتفع به جماعة، وولي إمامة مسجد الزيات بزبيد وعقد الأنكحة بها”.
ثُمَّ توفي الده وعمره أربع سنين، فكفله عمه الإمام العلامة ولي الله شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الناشري مدة يسيرة، ثم لما توفي عمه المذكور انتقل إلى عمه الآخر شيخ الإسلام شمس الدين علي بن أبي بكر الناشري، فحفظ القرآن العظيم، ثم جمع للقراء السبعة عند المقرئ شهاب الدين أحمد بن محمد الأشعري قبل بلوغ عمره عشرين سنة، وكان موفقًا في صغره كما قيل في المثل: عاش طفل ما مربيه أب.
ووالدته هي السيدة الفاضلة فاطمة ابنة الفقيه الشهاب أحمد بن الصديق. قال عنها السخاوي: “من قوم اخيار بل هي خير نساء وقتها في العقل والأمانة، وهي والدة العفيف عثمان الناشري وإخوته… توفيت سنة 854هـ”.
والمقرئ عفيف الدين الناشري ابن أخ القاضي موفق الدين علي، وابن عمِّ القاضي الطيب بن أحمد وتلميذه.
أخذ المقرئ عفيف الدين الناشري فنون العلم على كبار علماء عصره، منهم عمه شيخ الإسلام شمس الدين علي بن أبي بكر الناشري، وابن عمه شيخ الإسلام الطيب بن أحمد الناشري، والعلامة وحيد عصره نفيس الدين العلوي، وحافظ العصر شهاب الدين ابن حجر، وغيرهم. أخذ عنهم في علم القراءات، والحديث، والفقه، والنحو، والفروع، والأصول، وفي سائر العلوم. سمع منهم، وقرأ عليهم، وأجازوا له.
قال البريهي: “وقد جمعهم بخطه بجزء لطيف ذكر أنه وقفه على أهله وعليه خط جماعة كثيرين من أهل العصر بمصر والشام والقدس وغيرها”. ثم لـمَّا وفد المقرئ شمس الدين محمد بن محمد الجزري إلى اليمن جمع عليه علم القراءات للعشرة، وقرأ وسمع عليه كتبًا كثيرة وأجاز له، وكان له معه مكاتبات.
وتصدَّر المقرئ عفيف الدين الناشري للتدريس والإقراء بعدة مدارس في زبيد، ثم انتقل إلى مدينة تعز، ورتَّبَه السلطان الظاهر مدرسًا في مدرسته الظاهرية بمدينة تعز، وكذلك في المدرسة المرشدية، وتَصَدَّر فيها للفتوى والإقراء معًا. وكان مبارك التدريس انتفع به جماعة كثيرون، وأقام بمدينة تعز نحو عشر سنين. وحجَّ بيت الله الحرام، وجاور.
ثم لـمَّا اختل الأمر وتغير الحال في تعز سنة 848هـ، واتفق فيها ما اتفق من الفتن، انتقل المقرئ عفيف الدين الناشري إلى مدينة إب، وكان ذلك في أواخر جمادى الأولى سنة 848هـ، وكان ذلك باستدعاء الشيخ أسد الدين وشهاب الدين أحمد بن الليث السِّيَرِي الهمذاني، صاحب (حصن حَبّ)، فلمَّا وصل إليها تلقَّاه الشيخ السِّيَرِي أحسن ملقى، وأكرمه، وقابله بما يقابل مثله، ورتَّبه مدرسًا بمدرسته الأسدية، وغيرها التي أنشأها هناك، وأضاف إليه إمامتها وتدريس القراءات بها، وكذا أعطاه تدريس غيرها من المدارس كالمدرسة الجلالية. ورَتَّبَ له من النَّفَقَةِ ما يقوم بحاله، وأحسن إليه إحسانًا تامًا، فلم تطل مدة إقامته حتى عاجلته المنية.
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
ترجم له البريهي في طبقاته، ووصفه بقوله:
“واسطة بيت معمور بالأئمة الأجلة، التي تطلع سماؤه أهلة بعد أهلة، سُلِّمَتْ لهم السِّيادة والإفادة، مشهودٌ لهم بالعلم والزهد والعبادة.
قومٌ لهم مِن كلِّ علمٍ مَشْـرَبٌ *** وجَلالُهم وكَمَالهم مَشْهورُ
وجَمالهم فَوقَ الوَرى ولصَدرِهِم *** مِن فَيضِ عِلمِ العَالمينَ صدُورُ
كان رحمه الله أحد الأئمة الإفراد والبلغاء الأمجاد، متصرفًا بالكلام بما يشاء كيف شاء، مطيعًا له على البديهة الإنشاء، حسن المحاضرة، بليغ العبارة، ذا فطنة وبلاغة، مشهور بالذكاء وجودة الفهم والبراعة، مع حسن أخلاق جميلة”.
وترجم له السخاوي في ضوئه، ووصفه بقوله:
“وكان فقيهًا عالمًا محققًا لعلوم جمة منها: الفقه، والقراءات، والفرائض، وغيرها، مع مشاركة في الأدب والشعر”. ووصفه المرتضى الزبيدي في تاجه بقوله: “النَّاشِرِيُّ نَسّابَةُ اليَمَنِ”.
وكتب في أول نسخة خطية لكتابه الدر الناظم:
“قال الشيخ الإمام العلامة، البحر الفهامة، شيخ القراء، عثمان بن عمر الناشري…” . وفي أول نسخة أخرى لكتابه الدر الناظم: “تصنيف شيخنا الإمام، الفقيه، الأجل، العالم، العلامة، المقرئ، الحافظ، اللافظ، شيخ القراءات، وصاحب الفنون العلمية، والطاعات…” .
من أسانيده في القراءات:
قرأ المقرئ الفقيه عفيف الدين الناشري القراءات السبع على المقرئ أحمد بن محمد الأشعري، وهو عن المقرئ رضي الدين أبو بكر بن نافع العمدي الحضرمي، وهو عن شيخ قراء اليمن علي بن أبي بكر بن شداد بأسانيده، وقد سبق بيان طرق وأسانيد المقرئ ابن شداد عند ترجمته .
وقرأ القراءات العشر على شيخ القراء وحجة الإقراء الإمام محمد بن محمد بن محمد بن الجَزَرِيِّ، وهو بأسانيده المعروفة إلى القراء العشرة.
شيوخه وتلاميذه:
أ. شيوخه في القراءات:
قرأ المقرئ عفيف الدين الناشري القراءات السبع، ثم القراءات العشر، على عدد من كبار القراء في عصره، منهم:
1. المقرئ الإمام محمد بن محمد بن محمد الجزري، أخذ عليه القراءات، وتلا عليه ختمة للعشر.
2. المقرئ الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد، أبو العباس الأشعري، قرأ عليه القراءات السبع.
3. المقرئ العلامة شمس الدين علي بن محمد الشرعبي، قرأ عليه القراءات السبع.
ب. شيوخه في فنون العلم الأخرى:
وأخذ المقرئ الفقيه عفيف الدين الناشري فنون العلم الأخرى كالحديث، والفقه، والأصول، والفروع، والنحو، وغيرها على عدد من الفقهاء والعلماء في عصره، منهم:
1. العلامة أحمد بن القاضي موفق الدين الناشري. | 2. الشيخ إسماعيل بن إبراهيم البومة. |
3. الإمام المقدسي. | 4. عمه شيخ الإسلام علي بن أبي بكر الناشري. |
5. ابن عمه شيخ الإسلام الطيب بن أحمد الناشري. | 6. العلامة سليمان بن إبراهيم، نفيس الدين العلوي. |
7. حافظ العصر شهاب الدين ابن حجر العسقلاني. | 8. الشريف الحسيب تقي الدين المالكي. |
9. الإمام وجيه الدين البرشكي. | 10. الفقيه شرف الدين إسماعيل المقرئ. |
11. الفقيه شرف الدين الدمتي. | 12. الفقيه جمال الدين بن الخياط. |
13. محمد بن عمر بن شوعان، أبو عبد الله. | 14. محمد بن سعيد بن علي بن محمد بن كَبَّنْ. |
15. أبو القاسم بن محمد بن أبي بكر الجبيلي. | 16. عبد الرحمن بن محمد، التونسي، ابن البرشكي. |
17. أحمد بن محمد بن علي الناشري. | 18. إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقري. |
وقصده الطلبة من الأقطار ، ورحل إليه طلبة العلم من أماكن وبلدان متعددة، فدرسوا عليه، وانتفعوا به، وكان ممن أخذ عنه:
1. المقرئ العلامة يوسف بن يونس الجبئي الجابري. | 2. الفقيه جمال الدين محمد بن عمر الفارقي. |
3. محمد بن عمر جمال الدين الفارقي الزبيدي. | 4. عبد الله بن محمد بن أحمد الناشري. |
5. يوسف بن يونس الجبائي التعزي. | 6. عبد الرحمن بن أبي بكر الشويهر. |
7. موسى بن أحمد الرداد. |
مؤلفاته، وآثاره العلمية:
أ. مؤلفاته في القراءات:
1. إيضاح الدرة المضية في قراءات الثلاثة المرضية.
وهو شرح على منظومة الدرة المضيئة في القراءات الثلاث المتممة للعشر، للإمام ابن الجزري ت833هــ. وهو أكثر المؤلفات اليمنية انتشارًا، وعليه اعتماد كثير من مدارس الإقراء والجامعات في شرح منظومة الدرة.
وقد طبع الكتاب بتحقيق عبد الرزاق علي إبراهيم موسى في سنة 1409هـ.
2. الهداية إلى تحقيق الرواية عن إمامي التحقيق والدراية.
وهو كتاب في روايتي قالون عن نافع المدني والدوري عن أبي عمرو البصري. قال المؤلف في مقدمته: “… وبعد: فإني تصفحت قراءة أهل هذا الزمان، فوجدتهم بحمد الله غير خارجين عن أسلوب تحقيق القراءة غالبًا؛ غير أنهم قد يخرجون في مواضع كخلط روايةٍ برواية، وهذا معيبٌ عند القُرَّاء، وكالغنَّة والترقيق والتفخيم والمد والإدغام والإظهار، وهذا النُّوع تسمِّيه القُرَّاء باللحن الخفي، وقد استخرتُ الله تعالى وأمليتُ هذه الوريقات في مذهب قالون والدوري، وذكرتُ لكلٍ واحدٍ منهما طريقة واحدةً غالبًا، إعانة لهم على تدارك ذلك ومعرفته، إن شاء الله تعالى…”.
وقد حقق الكتاب أكثر من مرة في رسائل علمية.
3. الدر الناظم لرواية حفص من قراءة عاصم. أو الانفرادة.
ذكر المؤلف في مقدمة كتابه هذا أنَّه لمَّا رأى انتفاع النَّاس ببلده برسالته الهداية إلى تحقيق الرواية، أراد أن يعزِّز برواية حفص، إذ هي الرِّوايات الثَّلاث المنتشرة في اليمن وغيرها من البلاد في عصره.
وقام بتحقيق الكتاب شيخي فضيلة الأستاذ الدكتور خليل رجب حمدان الكبيسي -حفظه الله-، وطبع الطبعة الأولى سنة 2016م في دار أمجد. عمان. الأردن.
4. زيادة الطيبة على الشاطبية.
وهي رسالة قصيرة، استخرج فيها المؤلف زيادات طيبة النشر للإمام ابن الجزري، على الشاطبية للإمام أبي القاسم بن فيره الشاطبي، والتزم فيها ذكر الزوائد المقصودة لا غير. يقول المؤلف في مقدمتها: “فإني كتبت هذه الوريقات في زيادة الطيبة الألفية نظم الإمام شيخنا شيخ الإسلام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن الجزري على الشاطبية، نظم الإمام أبي القاسم بن فيرة الشاطبي، والتزمت ذكر الزوائد المقصودة لا غير”.
وقد حقق الكتاب عادل بن إبراهيم رفاعي، كما حققه عبد الغني مبروك الطنطاوي، وطبع في مكتبة الرشد، بعنوان “زيادة الطيبة الألفية على الشاطبية”.
5. نفائس الهمزة في وقف هشام وحمزة.
وهي رسالة ضمَّنها المؤلف مسائل في وقف حمزة وهشام. وبين سبب تأليفه وأهميته في مقدمته فقال: “وبعدُ: فهذه مسائل في مذهب حمزة وهشام، صحَّت في النشر وغيره، من غير توقف ولا تضعيف، لازمني في تخريجه بعض أصحابي في الله غير مرَّة، فخرَّجتُها قاصدًا وجه الله الكريم، وقد شافهني بها جميعًا شيخنا شهاب الدِّين أحمد بن محمَّد الأشعري، فلا ينبغي إذًا أن يعدلَ عمَّا ذكرناه هنا، واعلم يا أخي أنَّه لا حاجة لنا إلى وجه يقال فيه: لا يصحُّ أو ضعيف جدًا، فهو كتاب عزيز لا مسامحة فيه، واعتمد ما ذكرته هنا تصب إن شاء الله تعالى”.
وقد حقق الكتاب عدة مرات من ذلك تحقيق الباحثة عائشة بنت عبد الله الطواله، ونشر في مجلة تبيان للدراسات القرآنية. العدد (23) سنة 1437هـ..
6. تعليقة في مسألة الهمزة المتطرفة.
وهي رسالة قصيرة في صفحة واحدة، قال المؤلف في أولها: “الحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله وسلم، وبعد: فهذه مسألة الهمزة المتطرفة، قربتها لملتمسها، وذلك أنك تقول تبدل الهمزة ألفًا في نحو (يشاء) في الوقف بعد تقدير إسكانها، فتجتمع ألفان، فلك أن تبقي الألفين، ولك أن تحذف إحداهما…”. وكتب في آخرها: “انتهى كلام العلامة المقرئ عفيف الدين عثمان بن عمر الناشري”.
وقد أشار إليها المؤلف في كتابه “نفائس الهمزة في وقف هشام وحمزة” فقال: “مسألة: (نشاءُ) و(السفهاء) ونحوه: لا يخلو إما: أن تبقى الألفين أو تحذف أحدهما، فإن أبقينا: جاز الطول والتوسط والقصر، والقصر هنا عبارة عن المدِّ بألفين، وإن حذفت أحدهما لا يخلو أيضًا: إمَّا أن تحذف الأولى أو الثانية، فإن حذفت الثانية فالمدُّ والقصر من باب المغيَّر، وإن حذفت الأولى فالقصر فقط، ويجوز أيضًا فيهما وجهان آخران، وهما: التسهيل مع الرَّوم بمدٍّ وقصر. قلت: ولم يتعرض الشيخ لاتباع الرسم في هذه المسألة فهو ظاهر لو قلنا به، وحكمه حكم وجه حذف الألف الثانية المذكورة، وقد ذكرتُ هذه الأوجه بعينها في تعليقة مفردة، استوعبتُ تعليلاتها وتحقيقاتها، فمن أراد ذلك فعليه بها، والله الموفِّق”.
7. منتهى الأمالِ في توجيه الوقف على مالِ.
وهي رسالة جعلها المؤلف على عشرة أسئلة وإجاباتها في الوقف على (مالِ)، ولم أقف عليها، وذكرها المؤلف في كتابه الدر الناظم في رواية حفص عن عاصم بقوله: “وقد كان بعض من لا يُعَوَّلُ عليه، ولا معرفة لدية، أنكر الوقف على (مالٍ) فخالف الإجماع، وعدل عن الإتباع إلى الابتداع، فبادرت إلى حل شبهته، وتلافي هفوته، وكشفت له عن وجه ذلك وصحته نقلًا وعقلًا، وقد تلقى ذلك القراء أكابرًا عن أكابر قولًا وفعلًا، وجعلت ذلك في عشرة أسئلة، وأجبت عنها، ثم اختصرتها، وسميت ذلك الاختصار: منتهى الآمال في توجيه الوقف على (مالٍ)”.
8. منظومة في مشايخ ابن الجزري.
ذكرها السخاوي في الضوء اللامع. ولم أقف عليها.
9. الشمعة في انفراد السبعة.
وهذا الكتاب جمع فيه مؤلفه المواضع التي خالف القرَّاء الثلاثة فيها القراء السبعة، وهم: أبو جعفر المدني، ويعقوب الحضرمي، وخلف الكوفي، ورواتهم: ابن وردان وابن جمَّاز، ورُوَيس ورَوْح، وإسحاق وإدريس.
وقد قام بتحقيق الكتاب إياد صالح السامرائي، وطبعته دار الكتب العلمية ببيروت.
10. التتمة الفريدة لمحرري القصيدة.
وهي منظومة ضمنها المؤلف زيادات الطيبة على الشاطبية، يقول في مطلعها:
بدأت بحمد الله قبل محسبلا *** وأزكى سلامي للنبي ومن تلا
وبعد فهذا النظم فيه تتمة *** لحرز الأماني صحَّ للسبعة الملا
تتبعت فيه نظم نشر إمامنا *** أبي الخير فيما زاد فانقله وأكملا
وهذه المنظومة لها شرح للمؤلف نفسه، وهو الكتاب التالي ذكره.
11. الحواشي المفيدة على التتمة الفريدة لمحرري القصيدة.
وهذا الكتاب شرح للمنظومة السابقة “التتمة الفريدة لمحرري القصيدة”. ومنه نسخة خطية في المكتبة التيمورية بمصر، بخط مغربي، في مجموع برقم (213)، ومنها مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة في مجموع برقم (2223/3)، في (15) ورقة.
12. جزء لطيف في شيوخ القراءات.
وهي جزء ذكر فيه المؤلف شيوخه في القراءات السبع، ولم أقف عليه، وقد ذكره البريهي في طبقاته بعد أن ذكر شيوخه فقال: “وغير من ذكرنا منهم من قرأ أو سمع منه وأجازوا له وقد جمعهم بخطه بجزء لطيف ذكر أنه وقفه على أهله وعليه خط جماعة كثيرين من أهل العصر بمصر والشام والقدس وغيرها”.
ب. مؤلفاته في الفنون الأخرى:
1. البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر.
قال السخاوي عند ترجمة المؤلف: “له تصنيف في الناشريين سماه البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر طالعته وهو مفيد واستطرد فيه لغيرهم مع فوائد ومسائل بل وعمل شرحا على الحاوي والإرشاد في مجلدين مات عنه مسودة”.
2. شرح الإرشاد.
قال عنه السخاوي: “ويقال أنه بلغ في شرح الإرشاد إلى أثناء الصداق”.
من شعره وأدبه:
وللمقرئ عفيف الدين الناشري شعر جيد من ذلك ما قاله عند انتقاله من زبيد إلى تعز:
تذكرت في نفسي فلم أر زلةً *** كزلة من باع التهائم بالجبل
وأصبح عن ربع الأحبة نازحًا *** يسائل عن هذا وعن ذاك ما فعل
وله أيضا:
يقولون لي ضيعت عمرك فانتبه *** وشمر فقد وافاك شهر محرم
فقلت لهم مالي سوى أن عادتي *** منامي على الأجفان فيه محرم
وله غير ذلك من الأشعار.
وفاته -رحمه الله-:
انتقل المقرئ الفقيه عفيف الدين الناشري إلى جوار ربه في يوم الأحد تاسع عشر شهر ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة، غريبًا شهيدًا بالطاعون.
قال السخاوي: “وكان آخر كلامه الإقرار بالشهادتين، وتأسف الخلق على فقده، وشهد جنازته من لا يحصى. ورثاه بعض الشعراء رحمه الله وإيانا”.
قال البريهي: “وقد كان رحمه الله تعالى رزق المحبة عند أهل البلدة كافة وظهرت له فضائل ومناقب مما لا تكاد تحصر…وقد رؤي له منام عجيب يدل على فضله رحمه الله ونفع به”.
رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين.. اللهم آمين.
❄❄❄❄❄❄❄
من مصادر الترجمة:
1. طبقات صلحاء اليمن، عبد الوهاب بن عبد الرحمن البريهي (ت904هـ)، تح: عبد الله محمد الحبشي، مكتبة الإرشاد، صنعاء، (د.ت)، (ص114-317).
2. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت902هـ)، دار مكتبة الحياة، بيروت، (د.ت)، (5/134).
3. تاج العروس من جواهر القاموس، محمّد بن محمّد المرتضى الزبيدي (ت1205هـ)، تح: مجموعة من المحققين، دار الهداية، (د.ت)، (14/222-223).