مقتطفات

جمال الكلمة القرآنية (16)

أ.د/ عبد السلام المجيدي

{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]

مــا المعاني الثمانيــــة التي

 تبصرنا بها كلمة (مــــــن)؟

لقد كان التعبير القرآني هنا في بيان صفات المتقين مدهشا حيث نصب الميزان الدقيق لمعالجة قضية مهمة فقال تعالى {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3] فـ{من} التبعيضية تعني المراتب الآتية:

  1. النفقات الواجبة كالنفقة على النفس والأهل
  2. الزكاة، ففي «البخاري» قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «مَنْ كَنَزَهَا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا ، فَوَيْلٌ لَهُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ».
  3. الْإِنْفَاقُ فِي أنواع الْجِهَادِ لحماية الثغور العلمية والأمنية والمكانية
  4. الإنفاق على قضاء الدين
  5. الإنفاق على المحتاجين خارج نطاق الزكاة: إن لم يكن معهم ما يكفيهم.
  6. الْإِنْفَاقُ الْمَنْدُوبُ
  7. إنفاق الزائد الذي لا يُحتاج إليه في الحال أو في المآل القريب مما جرت العادة بعدم التضرر بإنفاقه
  8. ينبغي أن تعرف التوازن الكامل بين الإنفاق وبين الإمساك {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} .

ففي «صحيح ابن حبان وحسنه الأرناؤوط» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي دِينَارٌ فَمَا أَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: “أَنْفِقْهُ عَلَى نَفْسِكَ”. قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، فَمَا أَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: “أَنْفِقْهُ عَلَى أَهْلِكَ”. قَالَ: عِنْدِي آخَرَ، قَالَ: “أَنْفِقْهُ عَلَى وَلَدِكَ”. قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، فَمَا أَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: “أَنْفِقْهُ عَلَى خَادِمِكَ”. قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، فَمَا أَصْنَعُ بِهِ قال: “أنت أعلم”.

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن ابن عمر وإبراهيم النَّخَعي ومجاهد قال: كانوا يرون في أموالهم حقًّا سوى الزكاة، وعن ابن عباس رضي الله عز وجل عنهما -وصححه الألباني- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((ليس المؤمن بالذي يشبَعُ وجارُه جائع إلى جنبه)).

أ.د/ عبد السلام المجيدي

وسيط تفسير سورة البقرة


الكلمات المفتاحية: جمال الكلمة القرآنية (16) وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ