كيف حمت الشريعة نفسية المرأة؟ وكيف أثبتت لها الكرامة، ومنحتها السعادة؟

لقد كانت أحكام الشريعة الإسلامية في تكريم المرأة أعلى ما يمكن أن يوجد في الكون والحياة، فبلغ الأمر أن تراعي حالتها النفسية حيث
أعطت الشريعة الإسلامية للنساء الحق في المحبة لحياتهن، ومن ذلك محبة الزوج لهن.
ويُبَصِّرُنا بذلك قراءة الضم (كُرها) في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19].

أي: لا تتزوجوا بهن حال كون ذلك فيه مشقة عليهن لرفضهن لكم، أو لا تتزوجوا بهن رغبة في الإرث، مع أنكم كارهون لهن، فقد ذهب البقاعي إلى أن معنى ﴿كَرْهًا﴾ أي:
كارهين لهن، لا حامل لكم على نكاحهن إلا رجاء الإرث؛ فقد كانوا ينكحون المرأة لمالها الذي حازته وورثته، وليس لهم فيهن رغبة إلا تربص الـموت لأخذ مالهن ميراثًا، وهذا الـمعنى الثاني على قراءة الضم وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف، أي:
لتحصلوا على الإرث منهن حال كون هذا الإرث يصيبهن بالـمشقة والإعنات بدلًا من الاطمئنان والسعادة.

أ.د/ عبد السلام المجيدي

مفصل تفسير سورة النساء