في هذا المقال سنَفترشُ الأزهار ونشتم عبَقها، ونرتع في رياضِها .. فمَوعدنا مع خواتمِ الزهراوينِ لتُزهر قلوبنا…

ختمَ الله سورتي البقرة وآل عمران بتلك الأدعية التي تعد كنوزا لا تقوم لها السماوات والأرض بل في تسميتهما بالزهراوين إشارة إلى تلك الزهراتِ الفوّاحة في ختامهما ليُقبل على استنشاقهما كلّ من ختمَ السورتين، ولأنّ السورتين كان ختامهما واحدا جاء هذا الاستحقاق بهذه التسمية الموحّدة العطرة..
ولأنّ كل شيء نفيس ختامه مسكُ كان خِتام هاتينِ السورتين يَعبق بمسكِ الزّهر ويفوح شذى لهذا القارئ المتبتّل الأوّاه، وتُضاءُ له الأنوار بين يديه، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏”اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعا لأصحابهِ، اقرؤوا الزّهراوين البقرةَ وسورة آل عمران فإنّهما يأتيان يوم القيامةِ كأنّهما غَمامتان أو كأنّهما غَيَايتانِ أو كأنّهما فِرقان من طيرٍ صَوَاف تحاجّان عن أصحابهما”.
•┈•✿📚❁📚✿•┈•
•┈•✿📚❁📚✿•┈•

ولأن الزّهر هو خِتامُ طلعِ نباتٍ وشجرٍ ذات بهجةٍ فكذلك سورتا البقرة وآل عمرانِ كانَ ختامُ طلعهما تلكَ الدعوات الطيبات المباركات وأكرِم به من ختامٍ مُزهرٍ يصاحبه الإيناس والطيب والبهجة..

خواتمُ الزهراوين فَـوق أنْ تُـدركها الأكوان؛ وأعلى من يصفها بها البيان، وأعظم من أن تحيط بها العقول والأذهان وما ذاك إلا لاشتمالها على جوامعِ الدعاء والابتهالِ إلى ذي العزة والكمال والجلالِ..

“الزهراوين” اسمٌ تُزهر معـه الحياة؛ وهو معينٌ لا ينضَـب، وروضٌ لا يذبل، وخيرٌ لا ينقطع، وكنزٌ لا يقدر بثمن، فعش مع الدعـاء في خواتمِ الزّهراوينِ مُوقِنا بالإجابةِ وعِش بيقين الاسمِ متأمّلا جلال الحق راجيا غمرة النعيم، لتبلغ المأمول، وتصلِ المَـرفأ بسلام، فالقلوب إذا صفَتْ رأتْ.. كما قال الفاروق رضي الله عنه..

مع الزهراوين سيبلُغك عبقُ زهرِهما ويَـهزّ جـِذع الطـِّين بداخِلك، فَتُدرك أنّك ضعيفٌ فانٍ مكسورٌ وأنّ قوّتك وحياتك وجبرَك إنما هي مستمدةٌ من الحيّ القيّوم فيزداد تعلقك به واللهج بذكره، والعزم على الوصولِ إلى رتبة المفلحين ودرجة المقرّبين..

أنتَ في هذه الدّنيا أيامٌ ولن تقدرَ على إضافةِ يوم واحدٍ لحياتك لكنّك عندما تُزهر يبقى عبَقُك حتّى وإن رَحلت فإنّ الله يباركُ مسيرَك ، فما يقطعُه النّاس في سنةٍ تَقطعه أنت في شهرٍ وما يبلغونَه في شهرٍ تبلغه في يومٍ..

إذا أزهرَت تعلم حقا أنه هو بـدؤكَ والخـِتام فتتعلق به أكثر ليهبك مَزيداً من مَـدد الحياة وقوّتها وعطائها وترى كم أنّ هناك منَ الراحلينَ مرّ على مغادرتهم مئات السنين ولا زال عطاؤهم بيننا لم يغادِر لقد أزهروا على اسمِ اللهِ وباسمِ اللهِ ..

إنّما المُزهر في هذهِ الدنيا مَـن كـان مُزهرا بالله، والمُزهر غَدا في القيامة هو من كانَ مُزهرا بالله هنا، ومَـن جعلَ الحـيَّ مَصدر إزهاره؛ أزهرت فيه الحيـاة!

نحنُ غروبٌ قريبٌ وما جئنا لنبقى بل أعمارنا مطايا سفرنا، وكلّ يومٍ يمضي نَقترب من النّهاية فهل سقينا أعمارنا من وِرد الزهراوين لتُزهر بعد الرحيل..

مَـا مَـاتَ ذِكر من اتصَّل بالله وأوقفَ حياتَه عليه، وجعل ذكره وقُربه متنفّسه ومأواه ..إنه يجد طَـي المسافـَات في عمره، ما أجمله وأبهاه
ولسان حاله:
يامَن تَرىٰ قلبِي ويسمَــع نبضَـهُ
يامَن علمتَ بِـ مقصَدي ومُرادي

افتَح لِـ عبدِك كـلَّ بــابٍ مُـوصَدٍ
وأنِـرْ بصيـرتَــه بِـ نــورِ رشَـــــادِ

رُبّ نورٍ يُـساق إليك بكثرة الدعاء بختامِ الزهراوين هو خيْـرٌ لكَ مـِن ألفِ عملٍ.

لقد قامَـت بـنوره الأرض والسَـماوات وأزهرت ألا تُزهر حياتُك به..؟

هل تأملت في دلالة هذا الاسم؟
ألا تَـراه يقتلعُ الأشواك من طريقك، ويوقِف هدير يأسَك، ويطمئنك أنه لا زال هناك أملٌ بل آمالٌ لأن تزهر من جديدٍ..
اخـرُج مـن عَـتمة محيطك؛ واتصل بالملأ الأعلى، أغلـِقْ بوابات الاغتراب عَـن روضةِ الأزهار ؛ وانهل من الوِرْد؛ يُوقَـد لَـك السراج في كلّ عتمةٍ ..

كُـل ذَبولٍ ينتعش بالزهراوين اظـفَر بهذا الكنز ولا تغفُ في البحث عن طلبه والفرحِ به فإن بين يديكَ لو تعلم ما هو أعظم مما بين المشرق والمغرب..

والقلبُ إذا آنَـس نورَ الزهراوين لا يـأنَس بسواهما!، لقد مُدّ لك البساط فسر ولا تقعد، فلا خسارة تعدل خسارة من من أدرك بساط الجنة؛ ولم يطَـأه..
سوف تتعلم من خواتيمِ الزّهراوين كيفَ تحيا، ويزهرُ فيك النّعيم، ويبدو نورُك ساطعا في العالمين..
متَى ما أزهرْتَ لن يخطئك التوفيق.
من أذِن لروحك أنْ تزهر فقد أذن لك بالوصولِ إلى رحابه..

تَعلـّم الزهراوين فإنّها تَـقي قلبك صدام الحياة وشقاءها وتخلصك من كثيرٍ من المتاعب والآلام..
حياتك ينبغي أن تكون َدعاء كلّها، قبلَ شروق الشمس وقبلَ الغروب وعندما تَأوي إلى فِراشك وفي سُجودك وقبلَ الانتهاء من صلاتك وفي أدبارها وعند دخول بيتك ومَسجِدك وسُوقكَ وعند أكلك وشُربك واستيقاظك وسَفرك وزواجِك وفي كل مناسبةٍ وإزاء كلّ حدَث الدعاء ينبغي أن يكون زادا لك بل هو _ لو كنتَ تعقل_ رئتُك الثّالثة التي تستنشق من خلالها عبيرَ الحياة وشذاها وعبقها ليخرج من رئتيك دخانُ المركبات والصناعات والأجواء القاتمة المُزكمة حولَك وإنّ مؤمنا لمسَ بركته من المحال أن يتركه، ومَن رأى الإيناس؛ لم يَستبعد الطَـريق!
غـِب في لُـجّتة؛ فإنّه يقَرِّبك من مولاك ويزلفك إليه ..
ومن اقتربَ من ربهِ اقتربَت منهُ الجنة!

يوما ما سيقول الظلام قَـد أصَبته..
وتقـول “الزهراوين” : بـي نجَـا.
كُـل يَـدٍ رفَعت كَفّهـا للسَمـاء؛ رجعت بعظيم المواهبِ وجميل المكاسبِ..
قُـل:
أعَـوذُ بنورِ وجهِكَ الكـريمِ الذي أشرقتْ لهُ الظلمات أن أتُوه عن كتابك وأبتعد عن رحابِك..

نُـورُ الله إذا بَلغَك سرتِ الحياةُ في عروقك، واطمأنَنت في كل موقفٍ، وسِرتَ في رعايته وحمايته وحفظه وكلأه..

إزهار اللهِ لقلبك مَـدد، والإمداد علـى قَـدر الاستعـداد، ونور الله هدايةٌ يهدي بها من يشاءُ فأخلص في طلبِ الهداية فهي منحةٌ ربّانية: {يَهدي الله لنُوره مَن يشَاء}.
أن تبقى مُزهِرا حياتك كلها يتطلّب منك العيش مع هذا الكتاب المبين تتفيّأ ظلاله، وتطرب لجماله، وتتنفّس عبيره وانتبه أن تتركه خلفَ ظهرك فتندم حيث لا ينفع الندم وتردّد في حسرةٍ وأسفٍ {انظُرونا نَقتبس مـن نوركـم}..
فَـلا تسمَع إلا منادي: {قيلَ ارجعُـوا وراءكَـم فالـتمِسوا نُـوراً}..

أن تُزهر معنى ذلك أن تكونَ واثقا بِموعوده، وأن لا يظلم الدربُ أمامك وأن لا تجد نفسكَ يوما في طريق مسدود إذْ (نُـور الزهراوين منجاةٌ من العَـثرات، وفاتحٌ أمامك الأبواب)!

أن تُزهر معنى ذلك أنّك تستقي من أنوارِ معاني الزهراوين فيُرى النورُ في طريقك وتصحبُك هالاتُ النور في حلّك وتِرحالك ويملأ النورُ قلبَك وقبرك، وتلقاه بين يديك على الصراط إذا انطفأت أنوارُ غيرك، وأهلُ الإزهار من قَـذفَ فـي قلوبهم من نُـورا من نُـوره فرأوا الحقّ واهتدوا إليه..

إذا ألقـى الله في فؤادك نورَ الزهراوين فلن يحاصرك الظلام ولن تَتُوه في العتمة، وإذا ألقـى اللهُ فـي قلبك نُـوره؛ انزاحت كلّ ظلمةٍ من حياتك وإنَما يتخبّط في الظلمات؛ مَن فقدَ نورَ ربه ومن لم يُجعَـل الله له نُـورًا فماله من نور، واعلم أنك إذا وجدتَ في قلبكَ ظُلمةً بعد المعصية؛ فاحـمدِ اللهِ فلولا أنّ فيه بصيصا من الإزهار؛ ما استَوحش مـن دخول الظُلمة..

حـرامٌ على قلـبٍ أنْ يطلعَ فيه زهرُ الإقبال على الله ؛ وفيه يباسٌ من جفوة التعاملِ مع كتابه..

ويَحَـك..
تلِج شعابَ الظلمات؛ ثُـم ترجو إيناسا وتطلب نُـورًا!
مَـا أنتَ إلا خلوات قَلبـِك فاحرِص أشدّ الحرص على إيقاد الشموعِ فيهِ حتى يبقى مُزهرا ..
سارع لأن تَسقي قلبك من معين التّدبر، لتُشرق الأنوارَ بين جنبيك وتجدها ماثلة أمامَك يوم: {يسعى نُورهم بينَ أيديهم}!

تأمَّل سورةَ البقرة؛ كيف اكتمل بناؤها وكيف نَمَت وبَسَقت بعد أن ثبَتت أركانُها فعَلى نظامُها وحَسُن إحكامها فأطلعت زهراتُها فوّاحة تُحدّثك عن هذا النور الذي لا بد أن يسكن إليه قلبُك وتطمئنّ به روحك وتعيشُ في ظلاله وبينَ أفيائه، وبينما المؤمن يعيشُ بين أنوارها يبصر ضياءَ الحياة يبصر المنافق وهو يتخبط في الظلمات ماله من نورٍ
﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

 إنّ إزهارَ القرآنِ وأنوارَه تكاد تُعمي بصائرهم، كما أنّ البرق الخاطف الشديد النّور يكاد يخطف بصر ناظره، ولا سيما إذا كان البصر ضعيفا؛ لأن البصر كلما كان أضعف كان النور أشد إذهابا له.

أمّا شأنُ المؤمن فإنّه يتلقّى أنوارَ هذه السّورة وهو يعيشُ في رحابها ويقرأ {الله وَلِيُّ الذين آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور} فيشعُر بنور هذه السّورة الزهراء بين جَنبيه، ويقرأ كيف ضلّ عن هذا النورِ أقوامٌ وأقوامٌ {والذين كفروا أَوْلِيَآؤُهُمُ الطاغوت يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ النور إِلَى الظلمات}

ولأنّ أولَ ما تراه هو نور الصّبح فكانَ من المناسبِ أنّ أولَ إشراقٍ لدولة الإسلام وبُزوغٍ لِنورها كان من المدينة المنوّرة فناسبَ أن تكونَ أول سورة نزلت في المدينة ومن أوائل ما نزلَ بها سورة البقرة الزهراء المُنيرة فنَاسبَ نور إشراقها نور إشراق الحضارة الإسلامية..

وإن تأمّلتَ سورة آل عمران وجدتَّها تحثّ في بدايتها على الدعاءِ بعدمِ الزّيغِ، وفي وسطها تحدثت عمن زاغ من أهل الكتابِ، وفي آخرها تَحدّثت عن زيغِ بعض الصّحابة عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونزولهم من جبلِ الرماة وحدوثِ ذلك المُصاب الأكبرِ في تاريخ المدينةِ ويأتي الجواب{ قُل هوَ مِن عِندِ أنفسكم} وفي خِتامها ذلكَ الدعاءُ العظيم بالثّبات وعدمِ الزيغِ حتى الممات {وتوفّنا مع الأبرار} إنها أنوارُ السّورتين التي تبعثُ الحياةَ فيك،
فلا يكُـن قلبُك بعيدا عن هذا النّور فتتخبّط في الظلمات..
أعرفُ أحدَ كبارِ السّن وقد بلغ الخامسة والثّمانين من العمر ولا زالَ وجهه مُزهِرا أخبرني أنّه منذُ أكثر من ثلاثين سنة لا يُمكن أن يترُك قراءة الزهراوين بين العشائين، هذا من غيرِ وِردهِ الذي لا يتركه أبدا، وقد رأيتُ عليه من الأنوارِ الفيّاضة ما يمكن أن تقول بأنها أنوار الزّهراوين!!
فطوبى لهُ والشّوقُ يَبعثُ همّهُ
وزندُ الأسى يَهتاجُ في القلبِ مُشعِلا

لقد كانَ أحَـد العُـلماء يُعلّمُ الناس في أحدِ الثُـغور كتابَ اللهَ تعالى وكثيرا ما كانَ يُعلّمهم الزّهراوين وما فيها من معانٍ زاهرةٍ ثُم إنّه نَوى العُزلة للعبادة، وأخبَر طلابه بما عزَم عليهِ، فجاءَه أحدُ طلابهِ في اليوم التالي يحدّثه برؤيا عجيبةٍ، قال له: رأيتُ النَبي ﷺ وعَن يمينه أبي بكر، وعن يساره عُمـَر، رضي الله عنهما وأنت تمشي بينهم، ولك قناديلٌ مزهرةٌ معلّقة في المسجد النَبوي تنطفئ تباعا، فنهَض أبو بكر لُيصلحها، فأوقَفه النَبي ﷺ وقال: دعها إنّ صاحبها يُطفئها بـِيده! فعَدَل الشيخُ عن مقصودهِ وواصل تعليمه..

أنـِر قلبك بدعاء الزهراوين تُزهر حياتك ولا تسلبنّك المشاغل قـِناديلك المزهرة، وكُـن لأهلِ بيتكَ ومجتمعكَ وأمّتك زيتونةً ؛ يكَـادُ نورهـا يُضيئ {ولو لمْ تمْسَسه نـار}.. وَقُـل:
الَلهُـمّ أزهر حياتي وأفِض عليها من أنوارك..
واجعَلنـي {نـُوراً على نُـور}! وإن فاتكَ ما فاتك من أنوارهما فلا يفوتّنك نور الختام المُزهر في صبحك ومسائك..

تعالَ معي إلى نبأ عجيبٍ سيأخذ بِلبّك ويُدهشك حقا حولَ الزّهراوين فقد مرّ عليّ خلالَ تأمّلي في فضلِ ختامهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبتَ من قولهِ الحثّ على قراءة خواتيم سورة البقرة كلّ ليلةٍ، وثبتَ من فعلهِ صلى الله عليه وسلم قراءة آخر سورة آل عمران عند كل استيقاظ وهو يستقبل يومه الجديد ومادام أن هذا ثابتٌ عنه ألا يُعطيكَ إشارة أنّ ختامَ الزهراوين هو المُفتتح والمُنتهى ليومِك..؟
ختامُ سورةِ البقرة وأنت تستقبل ليلتَك، وختامُ سورة آل عمران وأنتَ تستقبلُ يومَك، وبهذين الختامين أنتَ بينَ نورين أحدهما يُزهر لك يومكَ والآخر يُزهر لك ليلتك فهل عرفتَ سرّ الزهراوين..؟

في ختامِ ليلتك أنتَ بحاجة إلى نورٍ يُزهر فيه ليلك المليء بالظلام حولك ولأن البشَر يموجونَ في الظلامِ الحالكِ المُطبقِ عليهم فأنتَ تنام في هدوءٍ وراحةِ و سكينةٍ وطمأنينةٍ لأنّ الإزهار حولك، ويملأ روحَك وقلبَك ..
ولأن الأخطار في الليلِ أكثر منها في الصباح إذ الليل مأوى الهوام وفيهِ تخرجُ السباعُ وتنتشرُ، وتتنزّل المصائب وتحدث فأنتَ في حمايةِ الله وكفايته لأنك مداوم على زهراء الليل:” من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه”.

ولأن الفجر فيه ينبثقُ النور وهو مبعثُ الانطلاقة وميدانُ العملِ ومحطة استئنافِ الحركةِ كان الإزهار المناسب لقلبك:” إن في خلقِ السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب..”
وإزهار القلبِ بالتفكر كلّ صباح باعثٌ على العملِ والانطلاقة بجدٍ دونَ تقصير ليزهر كلّ شيء حولك.