﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ (النساء:71)
4 أكتوبر، 2023
470
ما سر توجيه الخطاب للمؤمنين فقط؟
وعلام بنى القرآن الكريم الاستعداد الأمني؟
أولا- خاطب الله المؤمنين لأنهم أولى الناس بأن يقوموا بنشر السلام في العالم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يوضح أفضلَ الإسلام عندما سئل عنه فيقول: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» [1]، والمقصود سلامة جميع الناس، ويوضح ذلك الرواية الأخرى التي قال فيها صلى الله عليه وسلم مبينًا التعريف العملي للمسلم والمؤمن: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم» [2]، ويحدث فضالة بن عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم عرَّف المسلم والمؤمن بهذين التعريفين في بيانٍ عالمي ذكره في أعظم مجامع المسلمين في حجة الوداع، فقال: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب»[3].
ثانيا- بنى القرآن الكريم الاستعداد الأمني على المبدأ الإيماني العقدي، فهو لم يقل خذوا حذركم مباشرة، وإنما بدأها بقوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، فكأنه يقرر أن عدم أخذ الحذر ينافي الإيمان، وهناك بعدٌ آخر في قوله ﴿خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾، وهو أن أخذ الحذر ينبغي أن يكون قائمًا على الأسس الإيمانية، وليس قائما على الأهواء الشخصية، ولا التعصب لجنسٍ أو هُويةٍ حزبية، أو جماعة تنظيمية..
#المجيدي
مفصل تفسير سورة النساء
[1] صحيح البخاري – ترقيم فتح الباري (1/11)، برقم 10، ومسلم (1/65)، برقم 64.
[2] أحمد (2 / 379) برقم 8918، وقال الأرناؤوط: إسناده قوي.
[3] أحمد (6 / 21) برقم 24004، وصحح إسناده الأرناؤوط.