{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25]

وهذا التبشير قائم على ستَّة أصول، هي أهمُّ ما يضمن السَّعادة الدَّائمة للبشر، ويقيمون حياتهم في الدُّنيا لتوفيرها:

الأصل التبشيري الأول

إشاعة البشرى المحفِّزة للنَّفس المطربة للقلب: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: 25].

الأصل التبشيري الثاني

استحقاق الجنَّات: {أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ}، الجنَّات: جمع جنَّة، فهي تشكِّل المسكن الهانئ المريح، حيث يمتلئ بالخضرة المتعدِّدة الألوان؛ حتى أصبحت جمعًا، لا مفردًا.

الأصل التبشيري الثالث

 تزيين المسكن بأجمل ما يتطلَّع له الإنسان: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، فهناك ترى المياه المتدفِّقة، الجالبة للامتلاء، والسَّعادة، والمرح.

الأصل التبشيري الرابع

 تجدُّد ألوان رزق الثَّمَرات الذي يتنافس فيه حسن المنظر، ولذَّة الطَّعم والجوهر: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا…}.

الأصل التبشيري الخامس

إكمال متعة الحياة الجَسديَّة والنَّفسيَّة بوجود الأزواج المطهَّرة: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}، أي: الكاملة الأوصاف في حسنهن.

الأصل التبشيري السادس

{وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، والخلود يعني الدَّيمومة، فهم آمنون من أن ينقطع نعيمهم.

وسيط تفسير سورة البقرة