{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]… نداء عميق ومسؤولية عظيمة
16 مارس، 2024
233
“يا أيها الذين آمنوا”: ليس مجرد نداء عابر، بل هو نداء له تبعات عظيمة.
تخيل مجموعة من الشباب، وفيهم ولدك، ثم تنادي أحدهم بـ”يا فلان” دون أي تمييز، ثم تنادي ولدك بـ”يا ولدي” أو “يا بني” محملا نداءك بمشاعر الحب والاهتمام.
هل تستوي مخاطبتك لغير ولدك مع مخاطبتك لولدك؟
كذلك عندما ينادينا الله بـ”يا أيها الذين آمنوا” فهو لا ينادينا بمجرد لفظ، بل يفيظ نداءه بعظمة الرابطة الإيمانية التي تربطنا به وبالمؤمنين.
إن شياطين الإنس والجن يسعون جاهدين لفك عرى هذه الرابطة، لخلق شعور بالانعزال لدى كل مؤمن، ليصبح كل واحد منا منزوعا من أصله ورابطته بعيدا عن أمته، مشغولا بنفسه.
نعم هناك أنواع من الروابط فالله تعالى جعلنا شعوبا وقبائل، لكن لنتعارف فلا ينبغي أن تصبح هذه الشعوب والقبائل أضدادا للهوية الإيمانية.
بل يجب أن تهيمن الهوية الإيمانية على جميع هوياتنا، وأن ندرك أننا جميعا إخوة في الله تعالى، نرتبط برابطة إيمانية قوية لا يمكن لأي شيء أن يفككها.
إن الشعور بعظمة هذه الرابطة الإيمانية يحملنا مسؤولية عظيمة، مسؤولية العمل على نشر الخير والدعوة إلى الله تعالى، مسؤولية الجهاد ضد شياطين الإنس والجن، مسؤولية الحفاظ على هذه الرابطة قوية متينة.
فلنجب نداء الله تعالى بكل ما أوتينا من قوة، ولنعمل على تحقيق عظمة هذه الرابطة الإيمانية في حياتنا.