لماذا أسند الله – عز وجل – الرزق له لا لك، فقال: {ومما رزقناهم} ولم يقل: {ومن رزقهم}؟
6 مايو، 2024
264
جمال الكلمة القرآنية (30)
الحكمة من إسناد الرزق إلى الله – تعالى – في الآية:
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تُقرّر بأنّ الرزق من الله – تعالى – وحده، وأنّه لا يُشاركُهُ أحدٌ في ذلك. ومن هذه الآيات قوله – تعالى -: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3].
وإليك بعض الأمور التي تُوضّحُ حكمة الله – تعالى – من إسناد الرزق إليه في هذه الآية:
1. ترسيخُ مفهوم التوحيد:
تُؤكّد هذه الآية على أنّ الله – تعالى – هو الرزّاقُ الوحيد، وأنّه لا يُشاركُهُ أحدٌ في ذلك. فكلّ ما يملكه الإنسان من مالٍ وَمَلْكٍ هو منحةٌ من الله – تعالى -، وليسَ نتيجةً لجهوده أو قدراته.
2. غرسُ صفةِ الشكرِ في القلوب:
عندما يُدركُ الإنسانُ أنّ رزقه من الله – تعالى -، يُصبحُ مُمتنًا لربه على نعمه، ويُقدّرُ فضله، ويُنفقُ من ماله في سبيل الله – تعالى – طواعيةً وابتغاءً لمرضاته.
3. حثٌّ على التواضعِ والابتعاد عن الغرور:
لا ينبغي للإنسان أن يغرّهُ ما يملكه من مالٍ أو جاهٍ، فكلّ ذلك من عند الله – تعالى -، وهو قادرٌ على أن يأخذهُ في أيّ لحظة.
4. تذكيرٌ بواجبِ الإنفاق:
عندما يُدركُ الإنسانُ أنّ رزقه من الله – تعالى -، يُصبحُ أكثرَ حرصًا على إنفاقه في سبيل الله – تعالى -، وإعانةِ المحتاجين، وإصلاحِ ذاتِ البين.