المقالات

جميلُهُ صلى الله عليه وسلم نقشٌ بكلِّ جبين

هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرى أنه لم يأخذ حقه من التفكر فيه، وأنا أعده من أعظم شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيْنَا» (البخاري: 6763 واللفظ له، مسلم: 1619).

يا ألله.!

شيء يجعلك إذا أعطيته حقَّه من الفكر، تدور بك الأرض.

تلكَ المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبَنٍ

                                    شِيبَا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالَا

 مَنْ مِنَ الملوك والزعماء والقادة والخلفاء والأمراء، لا أقول: قال ذلك، بل أقول: استطاع وتجرأ أن يفكر في ذلك؟!!

ليس هذا الأمر هينًا، بعض الناس لا يجرؤ أن يقول ذلك الكلام يخص به أقرب أهله وإخوانه..!!

هذا الموقف يشبه ثباته صلى الله عليه وسلم في حنين وحده والعدو أمامه بتلك الكثرة التي ربما يَقتل هولُ النظر إليها بعضَ الناس.

ولكن موقفه صلى الله عليه وسلم في تحمل ما يتركه أتباعه جميعهم من كَلٍّ أكبر وأكثر إثارة للإعجاب من موقفه صلى الله عليه وسلم في حنين.

والكَلُّ ليس الدَّين وحده، فهو يشمل ذرية ضعفاء فقراء يتركهم من بعده وأبًا وأمًّا يتركهما من بعده شيخين كبيرين.

من يجرؤ أن يتحمل هذا كُلَّه؟!!

لكَ مِنَّةٌ في عُنْقِ كُلِّ مُسَبِّحٍ

                      في كلِّ أمرٍ مِنْ دُنًى أو دِينِ

مَنْ ذا يُكافِئ أحمدا بجميلِهِ

                     وجميلُهُ نقشٌ بكُلِّ جبينِ

ثم اعجبوا معي لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان أحدٌ منهم كَلًّا أو تراخوا وحمَّلوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لهم أن يفعلوه؟!

أتذْكرُ ذلك الحوار، حين قال أحد السُّؤَّال: أين ذهب الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؟!

فرد عليه أحدهم قائلًا: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافًا.

القائد رجل عظيم، سَرَتْ عظمتُه إلى أتباعه، فما منهم أحد إلا وهو كالكوكب الدري يهدي به الله العالمين.

كتبه

الشيخ العزي سليمان مَلوك