مقتطفات

حديث وتعليق… لماذا لا يرث أولاد الأنبياء آباءهم؟

أ.د/ عبد السلام المجيدي


عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ لعلي والعباس بِمَحْضِرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ: اتَّئِدَا. أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِى بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»؟. قَالُوا: نَعَمْ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العَبَّاسِ وَعَلِىٍّ فَقَالَ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ الَّذِى بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ أَتَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ: «لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ»،

والحديث قريب من التواتر إن لم يكن متواترًا، فقد روى الخَبَر حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَالعَبَّاسُ، وَعَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، ورضيت به فاطمة،
وما انفرد به الزهري من ذكر غضبها فهو من انفراداته.

لا يرث أولاد الأنبياء آباءهم، وذلك لصالح بث الحياة الإنسانية؛ فالأنبياء يمثلون القدوة العظمى للبشرية، فإن خلفوا مالًا فهو للبشرية أجمعها.
أما قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } [النمل: 16] أي النبوة ولم يقصد المال أو الأمور الدنيوية، وهذا واضحٌ معلومٌ،
وهل في ذكر إرث مال فائدة في مثل مقام الأنبياء؟
وكذلك في قوله تعالى في كلام زكريا عليه السلام: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 6]،
فلا يعقل أن نبيًا يريد ولدًا من أجل أن يرث ماله، وكم مال زكريا حتى يطلب ولدًا يورثه إياه؟ عليه وعلى أنبياء الله الصلاة والسلام.

أ.د/ عبد السلام المجيدي

مفصل تفسير سورة النساء