ما أعظم سبب يجلب النصر الإلهي لنا على المعتدين؟
16 يناير، 2024
348
أعظم سبب يجلب النصر الإلهي لنا على المعتدين
وما واجبنا تجاه المستضعفين؟
أوجب الله علينا أن نطبق استراتيجية أخذ الحذر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71]، ثم ذكر الله تفاصيل عملية وتطبيقات لهذه الاستراتيجية، ومضت الآيات القرآنية تذكر مقتضياتها ومنها:
أن تطبيق استراتيجية أخذ الحذر يقتضي القدرة على المواجهة مهما كانت النتائج {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74]
واستراتيجية أخذ الحذر تقتضي الدفاع عن القضايا العادلة في كل مكان، وإنقاذ المستضعفين من أيدي المضطهدين {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرً} [النساء: 75]
والفارق بين قتالكم وقتال المجرمين أنكم تقاتلون في سبيل الله لإنقاذ الإنسانية بينما يقاتل المجرمون لزيادة الطغيان، وإشباع أنفسهم المريضة الأنانية، وإرضاء الشيطان {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76]
والقتال ليس حياة المسلمين بل يجب أن يكف المسلمون أيديهم ويعلموا العالم بمحبتهم للسلام {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [النساء: 77]، ولكنه يحرم التخلف عن القتال وقت تحتمه، وساعة وجوبه {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [النساء: 77]
فإذا طبقتم هذه الاستراتيجية واتبعتم تلك التكاليف فترقبوا النتيجة العاجلة أو الآجلة: إنها الردع والدفع والرفع، ويُبَصِّرُنا الله بها بقوله: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} خيار حماية المستضعفين ورد العدوان لا يسقط بأي حال ما دامت مقتضياته موجودة مهما قل الأنصار؛ إذ هو الأساس لاستجلاب نصر الله تعالى بكف أذى المعتدين.