هاك نبأ تتعجب منه يخبرك بالكرم الإلهي الذي يقوي الضعف الإنساني، ولكن أمام الحكمة يأتي الطيش وأمام القوة ينبو الضعف وأمام العلم يقف الجهل، وهنا ترزح البشرية في مهاوي الردى والضياع، وتعال لترى مثلًا فإن من مقاصد القرآن العظمى إرادة الرحمة بالإنسانية بتشريع الأرفق بها، والأيسر عليها، والأخف لتتبعه؛ فتجد الحياة الدنيوية الطيبة، والسعادة الأخروية […]

ليلة النصف من شعبان.. فضلها ودعاؤها وحكم إحيائها بالقيام ونهارها بالصيام

إذا رأيت سورة النساء وأنت تظن أنها في مقام التشريع لا الوعظ والترغيب والتقريع، ربما أدى بك ذلك إلى عدم دراسة أسلوبها المميز الذي يثري الفهم، ويشوقك إلى العلم، ولكن المتبصر لهذه السورة، المتدبر لمعناها ولفظها يجد لأسلوبها معالم جمة، تعرف عليها.

من أهم المنطلقات البصائرية دراسة السياق التاريخي للسور القرآنية، فالسياقان: التاريخي والمصحفي يقدمان كنوزًا مفاجئة متجددة من المعرفة القرآنية، ويقدمان (الإعجاز المعنوي) في أبهى صوره. ومن أعظم مصادر التدبر المعينة على فهم كلمات الله ملاحظة نوعي الترتيب القرآني أو السياق القرآني

تزخر سورة النساء بالتشريعات التي تبث الحياة وتحمي المستضعفين، ومنها الآية التي تعتبرها بعض النساء تدليلا للرجل على حساب المرأة، وما علمن أنها في مقام التكليف والمسؤولية وإقامة القسط {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء:3]