الخلاف بين المسلمين علامةٌ على ضياعِ البوصلةِ..
17 مارس، 2024
324
موعظة رمضانية (3)
احتلال فلسطين: أكبرُ مصيبةٍ وقعتْ في حياةِ العربِ المعاصرينَ، لكن من العجائبِ أنْ ينوبَ بعضُ المسلمينَ عن أعداءِ الإسلامِ في تدميرِ بلدانِ المسلمينَ. فأين النداءات القرآنية الكثيرة “يا أيها الذين آمنوا”، في مطلع الكلام عن عبادة الصيام يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]
فيا أيها المسلمون إلى أين تتجهون؟ وما هذه الضجة الكبرى التي تُحيط بكم؟
أعجب ما في الأمر أنكم تتقاتلون فيما بينكم، بينما عدوكم يتربص بكم من كل حدب وصوب.
أين ذهبتْ آياتُ القرآنِ التي تُحذّر من الفرقةِ والتشتت؟
ألا تذكرون قول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]؟
وهنا أسئلة طبيعية بناء على ما يبصرنا به القرآن وما نجده في حالكم
كيف تدّعون الإيمان وأنتم تُفرّطون في وحدتِكم؟
كيف تدّعون الإيمان وأنتم تتركون جيرانكم جائعين؟
كيف تدّعون الإيمان وأنتم تحاربون جيرانكم؟
يا أيها المسلمون، عودوا إلى رشّدكم، واصحوا من غفلتكم، واتّحدوا في وجه عدوّكم.
تذكّروا أنّه لا قوّة لكم إلا بوحدتكم، وأنّ الفرقةَ هي سببُ هلاكِكم {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]
استثمروا شهرَ رمضانَ المباركَ في إصلاحِ ذاتِ بينِكم، وعودوا إلى اللهِ تعالى بقلوبٍ خاشعةٍ ونفوسٍ مُطيعةٍ.