الدكتور جمال ياسين المقالات

تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (6)

د. جمال ياسين

المقرئ أحمد بن محمد الأشعري (ت841هـ)

من قراء مدينة زبيد

اسمه ونسبه وكنيته ولقبه:

المقرئ الإمام أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الأشعري، العبدلي، الزبيدي، أبو العباس اليماني، صفي الدين، وشهاب الدين.

الأشعري: نسبة إلى قبيلة الأشعر وهي إحدى القبائل اليمنية القحطانية، والأشعر هو: نَبْتُ بن أدد بن زيد بن يشْجُبَ بن عَرِيب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ. وإنما قيل له الأشعر لأن أمه ولدته والشعر على يديه. وإلى الأشاعر ينتسب الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. والعبدلي: نسبة إلى عبدل بن المحنى.

❄❄❄❄❄❄❄

ولادته ونشأته وحياته العلمية:

ولد المقرئ أحمد بن محمد الأشعري سنة 759هـ، وقيل: سنة سبع وخمسين، في مدينة زبيد، وتلقى على علمائها، فقرأ القراءات السبع على المقرئ رضي الدين أبي بكر بن علي بن نافع العمدي، تلميذ المقرئ ابن شداد، وأخذ الشاطبية عن المقرئ محمد بن أحمد لُدَه، بسماعه من العماد يحيى بن أبي بكر البوني، عن الإمام الحافظ محمد بن أحمد الذهبي، والإمام محمد بن أحمد بن علي الرَّقي.

ولـمَّا دخل الإمام ابن الجزري اليمن لازمه كثيرًا، وسمع منه تحبير التيسير في القراءات الثلاث، وطيبة النشر في القراءات العشر، وتقريب النشر، ونحو نصف كتاب النشر في القراءات العشر، وغير ذلك، وفارقه ابن الجزري في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة.

وتَصَدَّرَّ المقرئ أحمد بن محمد الأشعري للإقراء في مدينة زبيد، حتى صار شيخ القراءات في عصره في اليمن مطلقًا.

❄❄❄❄❄❄❄

مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

ترجم له الإمام ابن الجزري في غايته، ووصفه بقوله:

“شيخ زبيد في الإقراء.. ورأيته كثير الاستحضار، أفضل من رأيت باليمن، واستجاز القراءات العشر فأجزته، وسمع عليَّ كثيرًا من القراءات العشر”.

ووصفه في موضع آخر بقوله: “مقرئ زبيد اليوم”.

وترجم له الإمام السخاوي في الضوء ووصفه بقوله:

“شيخ القراءات في عصره باليمن مطلقًا”.

ووصفه صاحب نشر المحاسن بقوله:

“الفقيه، المقرئ، العلامة، شهاب الدين، شيخ شيوخ القراءات السبع في مدينة زبيد المحروسة، وغيرها من قطر اليمن، أحمد بن محمد الأشعري”.

ووصفه العلامة المؤرخ الحسين بن عبد الرحمن الأهدل بقوله:

“حقق القراءات السبع، وأخذ تماما العشر عن الجزري، وغيره، وهو الآن المرجع إليه في القراءات السبع، ورسم المصاحف، توفي بشعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، ولي منه إجازة هي عندي بخطه. نفعني الله بذلك وإياه. آمين، آمين”.

❄❄❄❄❄❄❄

سنده في القراءات السبع ثم العشر:

قرأ العلامة المقرئ أحمد بن محمد الأشعري القراءات السبع على المقرئ رضي الدين أبو بكر بن نافع العمدي الحضرمي، وهو عن شيخ قراء اليمن علي بن أبي بكر بن شداد بأسانيده، وقد سبق بيان طرق وأسانيد المقرئ ابن شداد عند ترجمته.

وقرأ العلامة المقرئ أحمد بن محمد الأشعري القراءات العشر على شيخ القراء وحجة الإقراء الإمام الشَّمس محمد بن محمد بن محمد بن الجَزَرِيِّ، وهو بأسانيده المعروفة إلى القراء العشرة.

صورة من إجازة خطية في مكتبة الأوقاف بالجامع الكبير بصنعاء

وكان للمقرئ أحمد بن محمد الأشعري رواية لعدد من كتب القراءات، من ذلك روايته لكتاب اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة للإمام الفاسي.

رواية المقرئ الأشعري لكتاب اللآلئ الفريدة للفاسي نسخة خطية بمكتبة الأوقاف بالجامع الكبير بصنعاء

❄❄❄❄❄❄❄

شيوخه وتلاميذه:

قرأ المقرئ أحمد بن محمد الأشعري القراءات السبع، ثم القراءات العشر، على كبار القراء في عصره، وهم:

1. المقرئ رضي الدين أبي بكر بن علي بن نافع العمدي.

2. المقرئ محمد بن أحمد لُدَه بن سُجيل العدلي.

3. الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن الجزري.

وأخذ عن المقرئ أحمد بن محمد الأشعري وانتفع به جمع عظيم من قراء الزمان وعلماء الأمصار، وممن وقفنا عليهم:

1. المقرئ عفيف الدين عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري.

2. القاضي جمال الدين عبد الله بن محمد الناشري.

3. المقرئ برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد الحرازي.

4. العلامة المؤرخ الحسين بن عبد الرحمن الأهدل. حيث قال في ذكر ترجمة المقرئ الأشعري:

“ولي منه إجازة هي عندي بخطه. نفعني الله بذلك وإياه. آمين، آمين”.

❄❄❄❄❄❄❄

وفاته -رحمه الله-:

انتقل العلامة المقرئ أحمد بن محمد الأشعري إلى جوار ربه في ليلة الجمعة الثاني عشر من شعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وصُلِّيَ عليه بمسجد الأشاعر بعد صبح يوم الجمعة، ودفن عند شيخه المقرئ أبي بكر بن علي بن نافع العمدي.

رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين.. اللهم آمين.

❄❄❄❄❄❄❄

المصادر والمراجع:

1. غاية النهاية، ابن الجزري (1/103).

2. الضوء اللامع، السخاوي (2/90).

3.  تحفة الزمن، الأهدل (2/333).

4. نشر المحاسن اليمانية (ص206).

❄❄❄❄❄❄❄