سؤال تدبري وجواب تبصري
13 أكتوبر، 2024
131
هل يختص خوف الفتنة بالكفار؟
وهل يمكن أن يشمل هذا النص بعض من ينتسبون إلى الإسلام؟
{إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} [النساء: 101]
يظهر أن العلة ليست مختصة بالكفر
بل العلة خوف المرء من أن يفتنه الذين كفروا، وقد يوجد هذا الخوف ممن ينتسب إلى الإسلام.
لأن المعتدي الذي ينتسب إلى الإسلام يعمل عمل الكافر فيغطي الحقائق،
فالعلة هي الخوف، وتقييد الخوف بأن يكون الخوف من الكفار لا مفهوم له،
بل هو تقييدٌ واقعي؛ لأنه لم يوجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يخيف المسلمين ممن ينتسب إلى الإسلام
كما حدث في آخر زمن عثمان رضي الله عنه إلى يومنا هذا؛
فإن الله جعل من أعظم الـمبادئ البدهية، ألا يؤذي المؤمن مخلوقًا حتى لو كان نملة فكيف يتصور إنسان أن يؤذي من ينتسب إلى الإسلام مؤمنًا فضلًا عن أن يفتنه،
ولكن الخوف قد يكون من حيوانٍ أو كارثة طبيعية، وقد يكون من قومٍ ينتسبون إلى الإسلام، فما أكثر ذلك اليوم، والله المستعان.
مفصل تفسير سورة النساء