مقتطفات

علام يقوم تقسيم الإرث في الإسلام؟

أ.د/ عبد السلام المجيدي

{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا } [النساء: 11]

الجواب
يقوم التقسيم الدقيق للإرث في الإسلام على

العلم الإلهي بالأحوال البشرية المختلفة، وبالقسط الذي ينبغي أن يكون في موضعه، وبما يحقق بث النوع الإنساني في الأرض، وبطبيعة كل فردٍ ومدى نفعه لقريبه. ويُبَصِّرُنا بذلك قوله الله جل مجده: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا } [النساء: 11].
والمعنى: هم آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعًا في الدنيا والآخرة، فأيهما أنفع للمرء: الآباء أم الأبناء؟ هذا شيءٌ لا يمكن أن يعلمه البشر مهما كان؛ فقد يكون الأب صالحًا محسنًا، والعكس، وقد يكون الابن صالحًا محسنا ًوالعكس، ووضع نظام الإرث بهذه الطريقة الرائعة يكفل التقسيم العادل، ويقوي الآصرة الأسرية، ويبقي الحياة عامرة، ويعين الإنسانية على استمرار البث الإنساني في مواجهة مصاعب الحياة، فأراد الله سبحانه أن يسكب في القلوب كلها راحة الرضى والتسليم لأمره، فهذه قسمته التي فرضها بناء على علمه، وهم لا يدرون أي الأقرباء أقرب لهم نفعًا، ولا أي القسم أقرب لهم مصلحة: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا }، فهذه الجملة تبين أن من أهم الحكم الإلهية المؤسسة لتفصيل الإرث العلم الكامل بالأحوال البشرية.

أ.د/ عبد السلام المجيدي

مفصل تفسير سورة النساء

(130)