القرآن المجيد صانع السعادة الحقيقية للبشرية
2 أغسطس، 2021
603
يدور القرآن حول الإنسان تكريمًا وتهذيبًا وهداية، كما أنه الكتاب الذي يفسر وجود العالم (الوجود الكوني) في قولٍ واضحٍ مبينٍ {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود:120]. تستلهم البشرية من القرآن المجيد المعرفة، والسلوك، والمشاعر.. إنه القرآن ذو الذكر يفتح للعالـَم الأبصار والبصائر، وينير في الدنيا كلَّ قلبٍ خائف قلقٍ حائر.. اسمع إلى الإعلان الإلهي للعالم يخبر عن حقيقة القرآن: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 52].
القرآن بيانٌ إلهيٌّ عامٌّ يصنع السعادة للبشرية، وينقذها من شرور القوى المستغلة، ويحميها من إفساد المستكبرين {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:138].. قلِّب الطرف لترى ما آلت إليه حالة الإنسانية بغير المنهاج القرآني من الدمار والخسار النفسي والعقلي والاجتماعي؟.. انظر حواليك.. تلك بيوت السيطرة الدولية ومعاقلها لـمَّا خلت من تطبيقات الأنوار القرآنية أصبحت أداةً لإشاعة الجنون العالمي المثير للحروب.. لا ترى فيها إلا إدارة مسعورة للعدوان العابر للقارات، والتلاعب بأقوات الشعوب وفق مؤامرات المؤسسات الفكرية والأمنية المختلفة مِمَنْ يبغون الحياة عوجًا.. ويحيدون عن سبيل الحق منهجًا.
وهنا تظهر قيمة القرآن الذي يـُخَلِّصُ البشرية من الشقاء والكدر والعذاب الأليم {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء : 26].. تأخذ أنواره بنواصينا إلى جمال الحياة، وقوة القسط، وإغاثة الحق للخلق.. لتَهديَ هذا العالم لبناء سبل السلام الحقيقي على أسس العدل القويم {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة : 16].
أليس عجيبًا أن ترى المعاندين للقرآن يتركون عنادهم عندما تحيط بهم الأزمات، ويغشاهم موج الشقاء الإنساني بما كسبت أيديهم؟ يقبلون عليه معترفين بأن ما يقدمه يمثل الحل المثالي من الأزمات والنكبات.. خذ هذا الخبر من صحيفة الرياض.. فقد ذكرت أن صناعة المال والاقتصاد العالمي شهد تحولاتٍ بارزة في خضم الأزمة العالمية وأزمة الرهن العقاري، ومن هذه التحولات: المفاجأة التي فجرتها صحيفة الفاتيكان الرسمية المعروفة باسم (أوسيرفاتور رومانو) عندما أشارت إلى أنه يتوجب على البنوك التقليدية أن تنظر إلى المصرفية الإسلامية بعنايةٍ فائقة على أنها الحل الأمثل للأزمة المالية العالمية التي تعصف بدول العالم، والتي أطاحت بكياناتٍ ماليةٍ عملاقة، وأن استعادة الثقة لهذه الكيانات الاقتصادية العالمية يكمن في تطبيق نظام الاقتصاد الإسلامي في البنوك الغربية.
وما زال القرآن حبل الله الممدود.. لمن رام من كل البشر الرُّقيَّ والسعود، والتقدم والصعود، يعصم من استمسك به من الضلال الفكري والفساد المعيشي والاقتصادي والحياتي، فقد قال لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل: «فإن هذا القرآن سببٌ طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به؛ فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا» “صحيح ابن حبان”… امتلأ قلب ابن القيم يقينًا بذلك فقال: “أنزله لنقرأه تدبرًا، ونتأمله تبصرًا، ونسعد به تذكرًا، ونحمله على أحسن وجوهه ومعانيه، ونصدق به، ونجتهد على إقامة أوامره ونواهيه”.