أنوار الصلاة (3) | قصة العلامة المميزة يوم القيامة
6 نوفمبر، 2021
303
وقفنا مع الغر المحجلين يوم القيامة وقد جاءوا بعلامة ليست لأحد من الأمم، عند ذلك يعرفهم النبي يميز المحبين ويميز المصلين، يميز المتوضأين يوم القيامة مع شدة الزحام، يعرفهم ليشفع لهم قد قال لأصحابه: ((ما من أمتي أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة، قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ فقال: ((أرأيتم أن خيلا فيها دهم بهم، وفيها فرس أغر محجل، أما كنت تعرفها منها- أي تميز الأغر المجل الذي على جبهته لمعة وفي سيقانه لمعة أما تميزه من غيره من الخيول- قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((فإن أمتي يؤمئذ غر من السجود محجلون من الوضوء)).
1) ما العلامة التي انفردت بها هذه الأمة يوم القيامة؟
2) ما الأنوار الثلاثة التي تشرق للمصلين؟
وقفنا مع الغر المحجلين يوم القيامة وقد جاءوا بعلامة ليست لأحد من الأمم، عند ذلك يعرفهم النبي يميز المحبين ويميز المصلين، يميز المتوضأين يوم القيامة مع شدة الزحام، يعرفهم ليشفع لهم قد قال لأصحابه: ((ما من أمتي أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة، قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ فقال: ((أرأيتم أن خيلا فيها دهم بهم، وفيها فرس أغر محجل، أما كنت تعرفها منها- أي تميز الأغر المجل الذي على جبهته لمعة وفي سيقانه لمعة أما تميزه من غيره من الخيول- قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((فإن أمتي يؤمئذ غر من السجود محجلون من الوضوء)).
إنها قصة العلامة المميزة يوم القيامة للمتوضئين الذين يسبغون الوضوء ويسبغون فعلا وإقبالا محبا لماذا؟ إنهم مستعدون لمناجاة الله جل في علاه في صلواتهم، كما استعدوا قبل ذلك لمناجاة نبيهم من خلال سماعهم لأحاديثه
وأهل الحديث هم أهل صحب النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
والآن تعال بنا لننظر ماذا يصنعون بعد أن توضأوا، لقد أقبلوا على المسجد ومشت خطاهم، وهم وخطاهم تمشي يشعرون بالحسنات ترفعهم، ترفع لهم، ويشعرون بالخطايا تحط منهم مع كل خطوة يخطونها، دخلوا إلى المسجد وهناك سمعوا الناس وهم يتلون القرآن، أو رأوا الناس وهم يصلون قبل إقامة الصلاة فأقبلوا على صلواتهم أقبلوا على تحية المسجد، أو أقبلوا على السنن النوافل قبل أن تقام الصلاة، بينما هم يصلون النوافل وقد جلسوا سمعوا المؤذن يتحرك حركة نورانية إلى أن يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، قام الغر المحجلون إلى القبلة لينظروا إمامهم أمامهم ويبدأون مناجاة ربهم، رآهم الإمام ونظر إليهم ورتب صفوفهم، ثم رفع يديه مكبرا للإحرام، فارتفعت الأيدي المحجلة، ارتفعت أيدي الغر المحجلين يكبرون بين يدي الملك الكبير العظيم، يضع أحدهم اليمنى على كف يده اليسرى والرسغ والساعد، ويضعونها إما على الصدر أو دون ذلك، بحسب وضعهم لها، ويقبلون على الله سبحانه وتعالى وعند ذلك يشعرون بالنور وهو يشرق بهم من كل مكان، يحاول الشيطان أن يشغلهم ويوسوس لهم، لكنهم قد أقبلوا على قبلتهم، فهم ينازعون الشيطان لأنهم يشعرون بمناجاة الرحمن كيف لا يفعلون ذلك؟
وقد سمعوا الله تعالى يقول: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} إن القبلة نور آخر، قنديل آخر بين يدي المصلي بعد النور الأول وهو نور الأذان، وبعد النور الثاني وهو نور الوضوء، تأتي القبلة لتكون نورا للإنسان تبعد عنه وسوسة الشيطان، وعند ذلك والإنسان يرفع يديه كأنه يضع وراء يديه الدنيا بتجارتها ولهوها وعبثها، لم لا، لم لا يقبل على النور المسطر وقد سمع الإمام يكبر تكبيرة الإحرام، فيقول: الله أكبر، اللهم اجعلنا من الفلحين الذين هم في صلاتهم خاشعون.