المقالات

اغتراف من بصائر الأعراف

أ. د. عبد السلام المجيدي

(مقدمة سورة الأعراف)

يبين ابن عباس رضي الله عنهما تفسير الآيتين ومواقف الطرفين، فيقول: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين}، قال: يسأل الله الناس عما أجابوا المرسلين، ويسأل المرسلين عما بَلَّغوا ﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ 7﴾ قال: يوضع الكتاب يوم القيامة، فيتكلم بما كانوا يعملون.

فيذكر الله أحوالهم حتى تشهد آثارهم على أفعالهم، فاللهم سلم.. اللهم سلم؛ إذ حينها ستنكشف الحقائق التي لا يمكن تزييفها، إنها حقائق الأقوال والأعمال والنيات والضمائر، في يوم لا قوة فيه ولا ولي ولا ناصر إلا من كان له الكريم الغافر، يقول محمد المثيل -غفر الله له-:

وتنكشف الحقائق والسرائر * * ولا تخفى النوايا والضمائِر

ويـبـرأ كـلُّ خِـلٍّ من خلــيـلٍ * * ويُـدبـر كـلُّ منـصـورٍ ونـاصِـر

فمـا للـمـرء منّـا مـن مــلاذٍ * * سـوى لجـنـاب ستَّـار وغـافِـر

ستشهـد ألسـنٌ أيـدٍ علينـا * * وأسمـاعٌ.. جـلـودٌ.. والنـواظِر

وتتضِح الكبائر والصغائر * * نراها في كتاب لا يغادِر

ولا يُجدي اعترافٌ أو ندامٌ * * ولاتَ مناصَ يا مسكين.. بادِر

وخُذ زادًا من الإيمان تنجو * * فذِي من منهل التقوى بصائر


الكلمات المفتاحية: سورة الأعراف