ليلة النصف من شعبان.. فضلها ودعاؤها وحكم إحيائها بالقيام ونهارها بالصيام
16 مارس، 2022
584
تصدرت “ليلة النصف من شعبان” قائمة البحث على موقع غوغل في دول عربية وإسلامية عدة من بينها مصر، حيث يحيي المسلمون في أقطار كثيرة تلك الليلة وتتعدد مظاهر الاحتفال بها بالاجتماع في المساجد وأداء صلوات وأدعية مخصصة ومستحبة وصيام يومها.
وليلة النصف من شعبان هي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، وقد حُوِّلت فيها القبلةُ من بيت المقدس إلى الكعبة في السنة الثانية للهجرة النبوية.
وبشأن حكم الشرع في الاحتفال بليلة النصف من شعبان وما ورد في فضلها وصيام يومها والصلوات والأدعية المستحبة فيها، أشار الدكتور عبد السلام المجيدي أستاذ التفسير بكلية الشريعة في جامعة قطر إلى اختلاف كبير بين العلماء في إحياء تلك الليلة.
وقال في تصريحات للجزيرة مباشر إن بعض أهل العلم ذهبوا إلى أنه لم يرد فيها حديث صحيح، فقد قال أبو شامة المقدسي في كتابه الباعث “قال أهل التعديل والجرح ليس في أحاديث النصف من شعبان حديث يصحّ، ثم قال: فتحفظوا عباد الله من مفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير يجب أن يكون مشروعًا من النبي صلى الله عليه وسلم”.
وأشار إلى قول القرطبي “وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعوّل عليه لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها فلا تلتفتوا إليه”. وقال ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف “ومن الأحاديث الموضوعة أحاديث قيام ليلة النصف من شعبان”.
ولفت إلى قول الإمام النووي رحمه الله “وهاتان الصلاتان (صلاة الرغائب وهي 12 ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة نصف شعبان 100 ركعة) بدعتان مذمومتان منكرتان قبيحتان ولا يغترّ بذكرهما في كتاب قوت القلوب والإحياء (إحياء علوم الدين)”.
وأضاف المجيدي “الكلام عن قيام ليلة النصف من شعبان جماعة، والأحاديث التي وردت فيها اختلف علماء الحديث في قبولها وردها، مثلًا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يطلع ربنا ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويترك أهل الحقد) وفي رواية (ويؤخر أهل الحقد كما هم)، هذا الحديث حكم عليه الإمام ابن الجوزي بالوضع في كتابه العلل المتناهية، ونقل قوله الحافظ ابن حجر وأقرّه”.
وأشار إلى حديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه “يطلع اللهُ إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مُشاحِن” رواه ابن حبان في صحيحه، وقال المنذري لا بأس به.
استحباب القيام
وأضاف أن بعض الفقهاء استحبوا قيام هذه الليلة وذكر الإمام ابن تيمية أن طائفة من السلف كانوا يقومونها، وإنما كره بعض السلف الاجتماع عليها في المسجد، فيجب أن نفرق بين أن يقوم الإنسان الليلة في بيته، وبين أن يقومها في المسجد ويخصص لها صلاة، فهذا هو الذي كرهه أهل العلم.
ولفت إلى أن الذي ورد وقبله بعض أهل العلم في ليلة النصف من شعبان هو حديث أبي موسى الأشعري إذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن” أخرجه ابن ماجه وقال الإمام الألباني صحيح.
وقال المجيدي “ولكن هذا لا يقتضي قيامًا ولا صيامًا، ومن أراد الصيام فينبغي أن يصوم لأن شهر شعبان من مواطن الصيام المستحب فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يصوم في شعبان حتى يقال لا يفطر، وكان يفطر حتى يقال لا يصوم”.
واختتم أستاذ التفسير حديثه بأن صيام يوم النصف من شعبان يسنّ على أنه من الأيام البيض الثلاثة، وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من الشهر الهجري، فهذا حسن، ولكن لا يظن أنه قد ورد عبادة مخصوصة به، فإن حديث الصيام فيه لا يصلح للاحتجاج، بل هو حديث موضوع، وهو “إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها”.
وهذه طائفة من أقوال العلماء في أحاديث النصف من شعبان:
- حديث “صلاة النصف مائة ركعة ليلة النصف من شعبان”، قال الإمام النووي ضعيف.
- حديث النزول ليلة النصف قال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة، اختلف في إسناده.
- أحاديث صلاة ليلة النصف من شعبان، قال الإمام ابن القيم في المنار المنيف موضوعة.
- أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان، قال الشيخ ابن باز في مجموع فتاوى ابن باز ضعيفة ولم تثبت.
- أحاديث تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ويومها بصيام، قال الشيخ ابن عثيمين في مجموع فتاوى ابن عثيمين ضعيفة.
- حديث صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلة النصف من شعبان والدعاء الذي يقال في هذه الليلة، قال ابن باز في فتاوى نور على الدرب ضعيف ليس له أصل يصح.
- حديث عن أبي موسى الأشعري إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، أورده الألباني في السلسلة الصحيحة.
المصدر : الجزيرة مباشر