كيف تفضح الآية الأولى من سورة النساء نظرية داروين للتطور؟
18 أبريل، 2022
1132
سبق القرآن نظريات التطور في الخلق وفي الأخلاق فبين أشياء تؤثر في بناء التفكير الإنساني فقد قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً } [النساء: 1] ليبين كيفية بث الجنس الإنساني من النفس وزوجها، وفي ذلك ردٌّ واضحٌ على تزييف الوعي الذي تعمل عليه الأدوات الثقافية العالمية التي تزعم أن البشر بدأوا في وضعٍ منحلٍّ مجرم شيوعي تكون المرأة حرة في التنقل بين من شاءت من الرجال، ثم جاءت فكرة العائلة من بعد، ثم يزعمون بعد أن العائلة لما جاءت صارت المرأة أسيرة مستعبدة، وأنها فقدت حريتها بذلك..
هذا الهراء الشيطاني المضاد للبيان الرباني نقله مجموعة من الكتاب الذين ينتسبون للعالم الإسلامي كأنهم يقومون بتنفيذ البرنامج الإداري لخطوات الشيطان، فيختلقون قصصًا لبدء الخلق من عند أنفسهم كخرافات الداروينية، أو كما قال قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة: «أورد شيخ المؤرخين (هيروديت) أن علاقات الرجل بالمرأة كانت متروكة إلى الصدفة، ولا تفترق عما يشاهد بين الأنعام، وكان الشأن إذا ولدت المرأة ولدًا أن يجتمع القوم متى وصل الولد إلى سن البلوغ، وينسبوه إلى أشبه الناس به…».
فلا تلتفت لمؤرخٍ تائهٍ مثل «هيروديت» يتكلم في أمرٍ غيبيٍ بتخرصٍ يتبع فيه الظن وما تهوى الأنفس، لكن املأ نفسك متعجبًا من هذا الذي ينتمي للإسلام «قاسم أمين» ونقل هذا الكلام عن «هيروديت»، ترى هل عرف هذا الإنسان القرآن الكريم؟ هل قرأ آياته لتصور له كيف بدأ الخلق؟ ومن هو هذا الذي استدل به أمام البيان القرآني، والبصائر الفرقانية؟ فالآية تؤكد لك أن الأسرة المركزية صاحبت بداية الخلق، وكانت هذي الفطرة الأصلية.
كما أن إثبات الطريق الزوجي لبداية الخلق سبيلًا واحدًا لتنظيم الله لانبثاث الإنسانية ينبئك عن الجهل الطبق والجرأة في الكلام بلا علم الذي اتسم به فرويد (Freud) حين قال: «فالواقع، الإنسان البدائي كان أحسن حالًا إذ لم يعرف قيودًا فرضت على غرائزه». والرؤية القرآنية تفصل لنا أساس السعادة البشرية من الناحية الاجتماعية فلا تكون إلا باجتماع الرجل والمرأة على الطريقة الشرعية، حيث تتكون الأسرة ثم ينبثق عنها الرجال والنساء.
تبين الآية البداية الصريحة للخلق، والأساس الحقيقي لنمو البشرية، فلا يكون الطريق الفطري للتكاثر الإنساني إلا عبر التقاء الرجل بالمرأة التقاء شرعيًا، فتتكون الأسرة التي تنبثق عنها الإنسانية وفق حقوق وواجبات واضحة، وليس وفق الأنانية والجشع والعبث بالشهوات دون التزامات مقابلة، فأي طريقٍ آخر قد يتسبب في الدمار الإنساني إذا خرج عن الطريق الفطري الذي أراده الله سبحانه وتعالى للتناسل البشري.