المقالات

حقوق السفهاء في القرآن الكريم

أ. د. عبد السلام المجيدي

من هم السفهاء؟ هم الذين لا يحسنون استخدام أموالهم، وهو لقب قانوني يُراد به إعادة تأهيل هذه الفئة، وجعلهم شركاء في البناء، لا معاول للهدم والعناء

الحق الأول: تحديد السفهاء في المجتمع ليحصلوا على حقوقهم في الرعاية، ويبصرنا بذلك قول الله تعالى (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم)، وهذه هي آية توظيف الأموال الاجتماعية

الحق الثاني: يُحرم إعطاؤهم أموال غيرهم ليتصرفوا فيها، ويُبصرنا بذلك قوله تعالى (ولا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً)، فالمراد بأموالكم أي: المال العام الذي هو حق المجتمع أو المال الخاص

الحق الثالث: يُحرم إعطاؤهم المال الخاص بهم، وهذا هو المعنى الثاني لقوله تعالى (ولا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم)، فـ (أموالكم) بمعنى أموالهم على سبيل المجاز، ونسبها لكم حتى تحافظوا عليها كأنها أموالكم، فالسفيه هنا يملك ولا يتصرف، والمخاطب المجتمع بأفراده ومنظماته الحكومية والمدنية

الحق الرابع: يجب الاهتمام بأموالهم وأموالكم العامة والخاصة، والحرص عليها، لأن الله جعلها لكم قيماً، أي جعل الحياة تقوم بها وعليها، ويبصرنا بذلك قوله تعالى (الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً)، فالمال قوام المعايش الدنيوية، وهو الذي يتيح لكم أن تسيروا في العالم قائمين لا تنحني رؤوسكم أمام عواصف الحياة وشدائدها وتقلباتها، والمال أساس الاستقلال الحقيقي، وبوابة التأثير الحر في التعامل المحلي والعالمي

الحق الخامس: (وَارْزقُوهُم) فعدم إعطاء المال لا يعني تركهم دون قيام على ما يكفل لهم الحياة الكريمة، ويقصد بالرزق هنا العطاء العام للأمور المحتاج إليها من الأشياء الحسية والمعنوية كالطعام والدراسة وغيرها

الحق السادس: وجوب استثمار المال لهم، ويبصرنا بذلك قوله تعالى (وارْزُقُوهُمْ فِيهَا)، حيث لم يقل “منها” لأن المراد بقوله “فيها” استثمارها وليس تنقيصها بالنفقة منها

الحق السابع: (وَاكْسُوهُمْ) وخصها من أنواع الرزق لتساهل الناس فيه

الحق الثامن: (وَقُّولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفا) أي قولاً حسناً قبل أن ترزقوهم وتكسوهم، وبعد ذلك وعظاً ووعداً وإرشاداً وتعليماً


الكلمات المفتاحية: الحياة الإنسانية سورة النساء