يقرر الله تعالى هنا أن الحل العسكري لا يَعتمِد على النتيجة عند تحتمه، بل على القيام بالواجب.

يحق لك أن تسأل: ما الفرق بين قوله {فَانْفِرُوا} [النساء: 71] وقوله ﴿فَلْيُقَاتِلْ﴾ هنا؟

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء: 71 – 73]تبصرنا الآيات بضرورة […]

تواصل الآيات القرآنية مد الأمة بأسس وقوانين استراتيجية أخذ الحذر، وهنا يبين لنا بأن من أهم مبادئ استراتيجية أخذ الحذر: الحذر الأمني الشديد من الـمجموعات (اللوبيات) الـمرجفة الـمخذلة.

 وبصرنا الله بهم في قوله: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء: 72، 73]، فهم يقومون بعملية التبطيء السيء؛ لتدمير جميع خطط الحماية الأمنية في الـمجتمع.

وأهم صفاتهم الكاشفة لهم:

لعل السمع والقلب والعقل لا يجد جمالا يقترب حتى ولو قليلا من التعبير القرآني، فاللفظ نفسه محاط بالجمال والإعجاز السمعي والتأثيري والبياني ومن ذلك قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء: 71] إن الكلام عن استراتيجية أخذ الحذر متعدد الأوجه متنوع الفوائد سبق بعضه ويأتي الكلام عن البعض […]